القدس (وكالات-15/10/2007) تلقّت إسرائيل خلال هذا الأسبوع أكثر من إدانة أممية وأوروبية لسلوكها اللاإنساني وانتهاكاتها المتكررة لحقوق الإنسان الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة كان أبرزها توجيه المقرر الخاص للأمم المتحدة حول وضع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة المحامي الجنوب أفريقي (جون دوغار) – الذي وصف ذلك الوضع بأنه قد ازداد سوءاً وأدى إلى انتشار الشعور باليأس لدى الفلسطينيين نتيجة للانعكاس الهائل لانتهاكات حقوق الإنسان التي تقوم بها إسرائيل لا سيما ما تفرضه من قيود على حرية التنقل – انتقاداً لاذعاً للجنة الرباعية الدولية لأنها تغض النظر عن تلك الانتهاكات وقال إنه سيوصي الأمين العام للأمم المتحدة بانسحاب المنظمة الدولية من تلك اللجنة إذا واصلت عدم اهتمامها بوضع حقوق الإنسان في فلسطين المحتلة ، وسبق لدوغار أن قارن في تقريره الصادر في شباط الماضي بين الاحتلال الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري الذي عانت منه بلاده في جنوب أفريقيا.
والإدانة الأخرى التي وُجهت إلى إسرائيل – جاءتها من البرلمان الأوروبي الذي أدرج على جدول أعماله خلال يومي الحادي عشر والثاني عشر من الشهر الحالي – مسألة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة حيث عبّر عن قلقه إزاء خطورة تلك الأوضاع وحذّر من حدوث كارثة إنسانية في القطاع ، واتخذ البرلمان قراراً بأغلبية الأصوات دعا فيه إسرائيل إلى رفع الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة وإلى ضرورة احترامها للقانون الدولي الإنساني ونصوص معاهدة جنيف وإعادة فتح المعابر وضمان حرية الحركة والتنقّل عبر معبر رفح ، وأعلن ممثل رئاسة الاتحاد الأوروبي ومفوضة العلاقات الخارجية في البرلمان أن تدهور الوضع الإنساني في القطاع ناجم عن إغلاق إسرائيل للمعابر وتعطيلها لمشاريع غزة الصحية ومعالجة المياه بسبب منعها إدخال قطع الغيار والمواد اللازمة لذلك وأدانا بشدة ارتفاع عدد الحواجز العسكرية في الضفة الغربية التي أضيف إليها مؤخراً (48) حاجزاً خلافاً للوعود الإسرائيلية بتسهيل حرية التنقل والحركة أمام الفلسطينيين ، كما أدانا استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات والجدار الفاصل.
وفي إشارة واضحة لقرار إسرائيل الأخير بمصادرة أراضْ فلسطينية قرب القدس دعت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس كلاً من الطرفين إلى تجنب أي إجراء يمكن أن يسقط الثقة المتبادلة مع الطرف الآخر.
إن الانتهاكات الإسرائيلية المتعمدة لحقوق الإنسان الفلسطيني والاقتحامات العسكرية المتواصلة للمدن والقرى في الضفة الغربية وسلسلة عمليات الاغتيال والاعتقال التي لا تنتهي بحق الفلسطينيين إضافة إلى الاعتداءات على تلة باب المغاربة في القدس وممارساتها بحق البطريركية الأرثوذكسية ، كلها عقبات تعيق عملية السلام عشية انعقاد مؤتمر السلام ، وكلها طرائق للتهرب من استحقاقات السلام ، وذلك ما يستدعي أشد الإدانات الدولية لتلك الممارسات ، ومحرك الرباعي الدولي بجدية وفاعلية لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها وإجبارها على الانصياع للقانون الدولي ومتطلبات السلام.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.