الدوحة-اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان 26/10/2011: بدأت بفندق الملينيوم بالأمس فعاليات ورشة العمل الإقليمية "العنف القائم على النوع"، التي تنظمها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالتعاون مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بمكتب الرياض، بهدف مناقشة جملة من المحاور كالإطار القانوني للحماية الدولية ونظرة عامة على العنف النوعي، و أسباب وعواقب العنف ضد المرأة.. وستطرح الورشة قضايا وتحديات العنف القائم على النوع في قطر، والآليات الوطنية القانونية لمعالجة العنف النوعي في دولة قطر، وسيتخلل الورشة تجارب دول الخليج في هذا الإطار..
و فيما ألقي الدكتور يوسف عبيدان-نائب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان كلمة الافتتاح، تحدث في جلسة الورشة الأولي التي تختتم أعمالها مساء اليوم كل من سعادة الشيخة حصة بنت خليفه بن أحمد آل ثاني — المقرر الخاص المعني بشؤون الإعاقة سابقاً — و الشيخة فريحة آل الصباح — رئيسة الجمعية الكويتية للأسرة المثالية — والسيد حمدي بخاري الممثل الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
و جاء في كلمة الافتتاح للدكتور عبيدان أن العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي (الجندر) يمثل ظاهرة عالمية، فالمرأة في جميع دول العالم بلا استثناء تتعرض إلىإرث،ف بكل أشكاله وأنواعه، فهو ظاهرة تجد جذورها في الثقافة الذكورية التي تنظر إلى المرأة من منطلق عدم التوازن واللامساواة في السلطة بين الجنسين، وتبقى المرأة للأسف مقهورة ومضطهدة في جميع المجتمعات المتقدمة والنامية على حد سواء، وإنما قد يكمن الاختلاف في مدى الوعي والتوعية بتلك الظاهرة ببلد ما، وما يتخذ بها من تدابير تشريعية وإجرائية ومؤسساتية لحماية النساء من العنف وإعادة تأهيلهن للاندماج في الحياة من جديد. و أضاف سعادته أن تشريعاتنا ما زالت قاصرة في كثير من الأحوال عن إنصاف المرأة، ووقف العنف الممارس ضدها رغم أن ذلك يمثل انتهاكاً لقيم مجتمعاتنا الدينية والثقافية والأخلاقية،
وقال: إننا بحاجة من ثم إلى وقفة جادة، و لسن التشريعات الرادعة لكل من يمارس العنف ضد النساء والفتيات، والأهم من ذلك نحن بحاجة لتحرير مجتمعاتنا وثقافاتنا من إرث ، و صفه الدكتور، بأنه مغلوط .
أما سعادة الشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني فقد وصفت قضية العنف ضد النوع بأنها ا سهلة وصعبة في آن وأحد، فهي سهلة من حيث الأدبيات والكتابات والدراسات الكثيرة المطروحة، و لكنها صعبة عندما يجتمع متخصصون ومهتمون ومدافعون عن حقوق الإنسان، لمناقشة أهم الآليات والتصدي لمثل هذه الظاهرة، كما تحدثت سعادتها عن العنف غير المعترف به وغير المعلن عنه، مثل التحرش في أماكن العمل، وأشارت إلى أنه على الرغم من أنه في كثير من الأحيان تكون المرأة ضحية فإنها تبقى متهمة أيضاً!
ونوهت الشيخة حصة بجهود المنظمات الإقليمية والدولية للتصدي للظاهرة على المستويات المختلفة. و قالت سعادتها إن في قطر عمل جاد على هذا الصعيد، وهناك التصدي بشكل أفضل من خلال الإطار الثقافي في هذا المجتمع. وأعربت سعادة الشيخة حصة عن سعادتها بدخول المفوضية العليا للاجئين في هذا المجال.
و في ختام كلمتها شارت الشيخة حصة إلى نموذج آخر من ظواهر العنف ضد المرأة ، و هو الإبعاد السياسي الذي اتضح جلياً من خلال الثورات والتغييرات التي حدثت مؤخراً في المنطقة، مشيرة إلى استهداف المرأة في اليمن، التي تعرضت للقذف عندما ظهرت في الساحة رغم أنها كانت محجبة ومنقبة: وفي مصر حيث لم تتح لها فرصة لتكون قيادية، وكذلك المرأة في ليبيا حيث غيبت تماما عن تشكيلة المجلس الانتقالي بمعنى أنها تعرضت لعنف غير معلن من خلال الإبعاد السياسي.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.