الدوحة: (وكالات-22/5/2008): أجمع المراقبون السياسيون في الشرق الأوسط و كثير من دول العالم ذات الصلة و المصالح الوثيقة بالإقليم أن الإعلان عن اتفاق الدوحة لحل الأزمة اللبنانية، أمس الأربعاء، يشكل نقلة تاريخية بكل المقاييس.
وكان حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، قد أعلن أمس الأربعاء، إبرام الاتفاق، بعد ستة أيام من المفاوضات المكثفة. وطمأن سموه -في كلمة ألقاها في الجلسة الختامية في الدوحة- الشعب اللبناني، قائلا: لقد خرجت جموع من الشعب اللبناني تخاطب الزعماء القادمين إلي هنا بألا يعودوا إذا لم يتفقوا.. ولقد اتفقوا وهم الآن علي طريق العودة بادئين معا، ومع شعبهم. يوما جديدا.. نرجوه صافيا، وسالما .
وتتوقع المصادر أن يحضر سمو الأمير جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد ميشيل سليمان ، عصر الأحد المقبل، بعد عودته من جولة الي أوروبا، يرافقه معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، رئيس اللجنة الوزارية العربية للوساطة في الأزمة اللبنانية.
ودعا اتفاق الدوحة الذي وقعه الطرفان، الأكثرية والمعارضة ، إلي انتخاب قائد الجيش رئيسا.
ونص الاتفاق كذلك علي تشكيل حكومة وحدة وطنية تتمتع فيها المعارضة بالثلث المعطل، واعتماد قانون انتخاب علي أساس القضاء مع تقسيمات جديدة في بيروت. وذكر اتفاق الدوحة بالبند الرابع من اتفاق بيروت في الخامس عشر من مايو الجاري الذي ينص علي الامتناع عن أو العودة إلي استخدام السلاح ، وإلي البند الخامس الذي ينص علي أن ينطلق في الدوحة حوار حول تعزيز سلطات الدولة اللبنانية علي كافة أراضيها .
و قد حظي الاتفاق بترحيب وتأييد إقليمي ودولي واسع، حيث أشادت العواصم العربية والعالمية بالدور القطري وجهود حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني أمير البلاد المفدى.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي سعادة عبد الرحمن العطية دعم المجلس للاتفاق. وعبر العطية عن تهانيه لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني أمير البلاد المفدى وللجنة الوزارية العربية ورئيس اللجنة معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم لانجاز الاتفاق، مشددا على أن "نجاح قطر واللجنة الوزارية العربية يؤكد أهمية الدور العربي بإيجاد الحلول للمشاكل والأزمات العربية".
كما هنأ الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي اللبنانيين بالاتفاق، مشيدا بجهود قطر وأميرها وجهود الجامعة العربية. كما رحبت مصر بالاتفاق داعية إلى تطبيقه "بإخلاص". وأعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن بلاده تؤيد الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في الدوحة. ورحبت إيران بالاتفاق، حيث أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد علي حسيني عن شكر بلاده للحكومة القطرية، مؤكدا أن إيران هي الأخرى قامت بأقصى جهدها لإنجاح مؤتمر الدوحة. وطالبت الفصائل الفلسطينية، التي رحبت بالاتفاق، بمبادرة عربية على غرار تلك التي أنجزت بين الفرقاء اللبنانيين لإنهاء "الأزمة" الفلسطينية الداخلية واستئناف الحوار بين حركتي فتح وحماس.
وعلى الصعيد الدولي أشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بـ"الدور الحاسم" لسمو الأمير والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من اجل التوصل لاتفاق بين الفرقاء اللبنانيين. بينما أشادت الولايات المتحدة بالاتفاق معتبرة إياه "تطورا مرحبا به" وتقدما "ضروريا وايجابيا". وقال المنسق الأعلى للسياسات الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا انه يرحب بشدة بالاتفاق، داعيا "جميع الأطراف إلى بذل ما في وسعهم لتنفيذ بنود الاتفاق.
من جهته أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري رفع اعتصام المعارضة المستمر منذ 18 شهرا في وسط بيروت. وبدأ مناصرو المعارضة اللبنانية رفع الاعتصام، وذلك عبر تفكيك الخيم التي كانوا نصبوها، واعتبر بري رفع الاعتصام هدية المعارضة للاتفاق. وباشر مجلس النواب الاستعدادات التقنية، واللوجستية في مقر المجلس تحضيرا لانتخاب رئيس الجمهورية.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.