موسكو: (وكالات: 14/4/2009): أنهت روسيا الخميس ما تسميه بـ "عملية مكافحة الإرهاب" التي استمرت عشر سنوات في جمهورية الشيشان بالقوقاز كما نقلت وكالة الأنباء الروسية عن اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب و مازالت الأوضاع المتعلقة بحقوق الإنسان في الجمهورية ذات الأغلبية المسلمة تثير كثراً من التساؤلات.
و يري المراقبون في العالمين العربي و الإسلامي أن مصير النسيان أو التناسي لقضية حقوق الإنسان بالشاشان قد بات في حكم المؤكد عندما بدأت موسكو بربط المقاومة في الشاشات بما أصبح يعرف في دهاليز الغرب و من ثم في أروقة الأمم المتحدة بـ "الإرهاب والإرهابيين"، وهذا ما مكن الكرملين فيما بعد من المساومة بالقضية الشاشانية في المحافل الدولية. وكان أبرزها عندما دخلت روسيا مع الأمريكيين في "تحالف" قبيل غزو أفغانستان للحرب ضد الإرهاب، فقد كان واضحا أنها تريد الحصول على الثمن في شكل التلاقي مع الدول الغربية ضد ثورة الشاشان، بإدراجها تحت عنوان "الإرهاب" أيضا.
قبل ذلك كانت موسكو تواجه بعض الإزعاج الرسمي من بعض دول الغرب، بين الحين والآخر، إنما لا ينبغي إغفال أن الدعم الغربي لموسكو في قضية الشاشان، لم يبدأ مع الغزو الأمريكي الغربي لأفغانستان، فمنذ التسعينات من القرن الميلادي العشرين تحوّل الموقف الغربي تدريجيا، من توظيف قضية الشاشان لانتزاع تنازلات ما من موسكو، إلى تقديم الدعم المباشر لها، وكُشف كثير من جوانبه على مستوى المخابرات، ثم أصبح رسميا علنيا، من محطات الإعلان الأمريكي عام 1994م عن اعتبار الشاشان "قضية روسية داخلية"، والمحطة الأهم كانت الموافقة الأطلسية أثناء قمة اسطنبول (1999م) على أن تتجاوز موسكو بنود الاتفاق المعقود مع الغرب بشأن حجم القوات الأرضية وتوزيعها وتسليحها، فترسل إلى منطقة "القوقاز" من الجنود والعتاد ما يزيد على المتفق عليه، وهو ما صنعته بالفعل.
وقد شنت موسكو في تشرين الأول/ أكتوبر 1999 عمليتها ل"مكافحة الإرهاب" في الشيشان، رافضة عبارة الحرب، بعد أن قام انفصاليون شيشانيون بهجوم على جمهورية داغستان الروسية في القوقاز وبعدد من الاعتداءات الدامية على مبان في روسيا.
وانتهت المعارك الكبيرة حوالي العام 2002. لكن حركة تمرد تواصل مهاجمة عسكريين وشرطيين في الشيشان وفي جمهوريتي انغوشيا وداغستان المجاورتين.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.