الدوحة في 03 مارس /قنا: وصف الدكتور علي بن صميخ المري رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الأخير حول حقوق الإنسان في العالم، والذي تضمن انتقادات بانتهاك حقوق الإنسان في قطر بأنه تقرير "مسيس ومغلوط ويشتمل على معلومات غير صحيحة عن قطر".
وقال الدكتور المري، في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر يوم الثلاثاء، أن تقرير وزارة الخارجية الأميركي الأخير، الذي وجه انتقادات لقطر في مجال حقوق الإنسان، فيه مغالطات كبيرة لا تعكس واقع حقوق الإنسان في قطر، وهو نفس الشيء الذي ينطبق على التقارير السابقة أيضا.
وقد عقد المؤتمر الصحفي بمقر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان للتعريف بالحملة الإعلامية لمكافحة الاتجار بالبشر التي تنظمها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالتعاون مع المؤسسة القطرية لمكافحة الاتجار بالبشر.
وشاركت فى المؤتمر الصحفي السيدة مريم المالكي المنسق الوطني لمكافحة الاتجار بالبشر ومدير عام للمؤسسة القطرية لمكافحة الاتجار بالبشر.
وتابع الدكتور المري قائلا "كانت لنا اجتماعات مع المسئولين في السفارة الأمريكية في الدوحة وأكدنا لهم أن ما ورد بالتقرير غير صحيح، وبينا الحقائق بالمعلومات والإحصاءات، فكان ردهم أن السفارة تنقل معلومات صحيحة عن قطر لكن الخارجية الأمريكية هي التى تصدر التقرير وتنشره حسب ما ترغب به".
ولفت رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أن تقرير الخارجية الأميركية حول حقوق الإنسان في العالم الذي تضمن انتقادات لقطر بعيد كل البعد عن المعايير الدولية السليمة والآليات الصحيحة من حيث عملية الرصد وجمع المعلومات ونشرها، مضيفا بالقول "تبعث السفارة الأمريكية في الدوحة معلومات، وتنشر الخارجية معلومات مخالفة مما يظهر أن التقرير مسيس، ولو استعرضناه لوجدنا انه يحتوي على مغالطات كثيرة".
ودلل في هذا الصدد بقوله يتضمن التقرير مثلا معلومات قديمة عن قطر من عام 2005 و2006 وأحيانا تشير هذه التقارير إلى عدم إنشاء لجنة لحقوق الإنسان في قطر في العام 2001م، و الآن نحن في عام 2009م وحدثت في البلاد إصلاحات عديدة وصدرت قوانين وتشريعات تحمى حقوق الإنسان بما في ذلك الدستور الدائم للبلاد.
وأكد الدكتور المري أن لدى قطر إطار تشريعي نحترمه والمتمثل في الدستور الذي يضمن حقوق الجميع ويحافظ عليها، وبالتالي فإننا لا نعول على تقرير الخارجية الأمريكية وهناك آليات دولية يمكن أن ينظر لتقاريرها كآليات الأمم المتحدة واللجان التعاهدية الأخرى.
وردا على سؤال لوكالة الإنباء القطرية (قنا) عما إذا كان تقرير الخارجية الأمريكي يشير إلى حالات قام بها إفراد أو مؤسسات وليس إلى سياسة ممنهجة بهذا الخصوص، شدد الدكتور علي بن صميخ المري انه لا توجد تجاوزات في قطر، وليس هناك جريمة منظمة كما هو الحال في بعض الدول الأخرى.
ولفت إلى أن ظاهرة الاتجار بالبشر تبدأ من لحظة مغادرة العامل لبلده، وقال أن ما يتعرض له العامل في البلد المصدر للعمالة من ابتزاز مادى وأمور تتعلق بالتأشيرات وعقود العمل الوهمية تكون له انعكاساته السلبية على الدولة التي يأتي للعمل فيها، مشيرا إلى أن قطر في إطار ما تشهده من نهضة تنموية، ترد إليها إعداد كبيرة من العمالة بإفرازات الانتهاكات التي تعرضت لها في بلدانها الأصلية. وقال الدكتور علي المري "حتى لو وجدت ممارسات فردية غير ممنهجة، فلدينا المؤسسات والآليات للتوعية وحماية الأشخاص من هذه الظاهرة".
من ناحيتها قالت السيدة مريم المالكي المدير العام للمؤسسة القطرية لمكافحة الاتجار بالبشر "إننا نركز في عملنا على الإنسان مواطنا أو مقيما دون النظر إلى التقارير الأمريكية أو خلافها، فلدينا دستورنا وتشريعاتنا وتوجيهات قيادتنا التي تحمى حقوق الإنسان".
واستطردت "هدفنا أن نسمو بهذا الإنسان لأنه مصدر العطاء ونحينه مواطنا أو مقيما ما دام يبذل الجهد من اجل قطر، وان نعطيه حقوقه ونصون كرامته وان نخلق الوعي المجتمعي بمكافحة الاتجار بالبشر ونبذ ومحاصرة هذه الظاهرة البغيضة".
وتابعت "التجاوزات موجودة في كل مجتمع ودولتنا تبذل كل جهد لمكافحة الاتجار بالبشر وحماية حقوق الإنسان ولدينا تشريعات وقوانين ومؤسسات تقوم بهذه المهمة".
وكان الدكتور المري قد افتتح المؤتمر باستعراض أهداف الحملة الإعلامية لمكافحة الاتجار بالبشر الجارية حاليا بتنظيم من اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان والمؤسسة القطرية لمكافحة الاتجار بالبشر، وقال أنها تستهدف التوعية والتثقيف بكل ما يتعلق بمكافحة الاتجار بالبشر بكافة صوره وإشكاله وتوضيح الجانب القانوني لهذه الجريمة والعقوبات التي تطال الفاعلين وتوحيد الجهود والآليات الوطنية بهذا الصدد.
وأوضح أن الحملة التي تستمر حتى نهاية شهر مارس الجاري ستعمل على تحقيق برنامجها وأهدافها من خلال الندوات والدورات التدريبية والنشرات الإعلامية.
وحول موضوع الحملة الإعلامية لمكافحة الاتجار بالبشر قالت السيدة المالكي أن الحملة بمثابة منارة إشعاع على المجتمع القطري لإبعادها الإنسانية والتوعية التي تهدف إلى تجفيف منابع جريمة الاتجار بالبشر بأركانها المختلفة وبكافة صورها لكونها تمثل انتهاكا لحقوق الإنسان التي نص عليها ديننا الإسلامي الحنيف وجميع الشرائع السماوية والدساتير الوطنية والمواثيق الدولية.
وأشارت إلى أن السنوات العشر الأخيرة شهدت تصاعدا غير مسبوق لجرائم الاتجار بالبشر بما تنطوي عليه من امتهان لكرامة الإنسان وآدميته، وما تحمله هذه الظاهرة بين طياتها من آثار سلبية على الإنسان بصفة خاصة وعلى المجتمعات بصورة عامة.
ومضت إلى القول أن ظاهرة الاتجار بالبشر التي تحولت إلى ظاهرة عالمية، أصبحت تفرض نفسها على الأجندة الدولية وصارت موضوعا لاجتهادات عديدة تسعى لدراسة إبعادها ومسبباتها وسبل التصدي لمخاطرها واحتواء تداعياتها، مشيرة إلى تزايد الوعي بضرورة محاصرتها بالمزيد من التدابير التشريعية والتنفيذية وحملات التوعية على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
وأضافت السيدة المالكي "أن دولتنا ليست بمعزل عن المنظومة الدولية، لقد صار هناك إدراك متزايد لحجم وأبعاد هذه الظاهرة في جميع دول العالم، وبدأنا في التعامل معها بالعديد من الإجراءات على المستويين التشريعي والتنفيذي ونسعى جاهدين لأفضل السبل لمحاصرتها وتخفيف منابعها واحتواء انعكاساتها، ونجتهد في ذلك لتجاوز مجرد تجريم الاتجار بالبشر ومعاقبة مرتكبيه إلى مساندة ضحايا هذه الجرائم ورعايتهم نفسيا واجتماعيا وتأهيلهم لإعادة دمجهم في المجتمع".
وقالت أننا نسعى من هذه الحملة إلى كسب التأييد المجتمعي للوقوف صفا واحدا لمواجهة الآثار السلبية الخطيرة لهذه الظاهرة، واستعرضت بعضا من مظاهر الاتجار بالبشر كالسخرة والعمل القسري والاستغلال الجنسي.
ودعا كل من الدكتور المري والسيدة المالكي إلى التعاون والتنسيق بين قطر والبلدان المصدرة للعمالة للبلاد، فيما كشفت السيدة المالكي ردا على سؤال لـ"قنا" عن عقد اجتماع في هذا السياق منتصف شهر مارس الجاري مع سفارات الدول التي تجلب العمالة إلى قطر وبالتحديد الدول الأسيوية.
تجدر الإشارة إلى أن الحملة الإعلامية لمكافحة الاتجار بالبشر قد انطلقت في الأول من مارس الجاري وتتضمن عقد دورات تدريبية للقائمين على إنفاذ القوانين حول الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان ومحاضرات دينية حول الصور المعاصرة للرق والاتجار بالبشر ودورات تدريبية لدعاة وخطباء المساجد وحلقات عن الاتجار بالبشر ولقاء مع ممثلي السفارات للتوعية بقضية مكافحة الاتجار بالبشر وزيارات وحملات توعية لطلاب الجامعات والمدارس وبرامج إعلامية أخرى متنوعة.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.