الدوحة-الشرق: 20/5/2011شارك مركز قطر الثقافي الإسلامي "فنار" التابع لإدارة الدعوة في الاجتماع الرابع والعشرين للجنة التنسيق الدولية للمؤسسات الوطنية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان الذي عقد بجنيف واستمر ثلاثة أيام، وذلك عبر شراكته مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر.
وجاءت مشاركة مركز "فنار" عبر الخطاط والفنان العالمي صباح الأربيلي، في المعرض الفني الذي أقيم على هامش الاجتماع، وتميز المعرض خلال أيام إقامته الثلاثة بإقبال كبير وحضور مكثف من المشاركين في الاجتماع ومن المواطنين السويسريين والأجانب؛ لما تضمنه من معروضات ومخطوطات ولوحات وكتب ومطويات عكست في مجملها تراث وحضارة العالم العربي والإسلامي وتاريخه.
وضم المعرض أربع عشرة لوحة فنية من إبداع الأربيلي تتضمن آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة، تتناول مواد من الميثاق الدولي لحقوق الإنسان كما وردت في القرآن والسنة.
وقد أبدت كل من السيدة روسلين نونان رئيس اللجنة التنسيقية الدولية للمؤسسات الوطنية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان ICC والسيدة لين وندلاند من مفوضية حقوق الإنسان إعجابهما الكبير باللوحات المعروضة، وأشادتا بفكرة عرض الآيات القرآنية بأسلوب فني راق، والربط بين هذه النصوص الإسلامية وحقوق الإنسان، وأشارتا إلى أن هذه الفكرة مبتكرة ولم يسبق لها مثيل من قبل.
كما أبدى عدد من رؤساء الوفود والدبلوماسيين المشاركين في أعمال اللجنة رغبتهم في استضافة المعرض في بلدانهم؛ لما يمثله من إضافة حقوقية وفنية كبيرة لحقوق الإنسان عالميا.
ومن أشهر المعروضات الذي احتوى عليها المعرض ولاقت إعجابا وقبولا لافتا لدى الزوار كتاب "الإسلام وحقوق الإنسان" الذي جسد — من خلال أكثر من 50 صفحة تضمنت آيات كريمة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة — مدى تسامح الإسلام واحترامه وتأكيده على حقوق الإنسان وضرورة رعايتها والمساواة فيها بين الجنسين.
كما تضمن الكتاب النصوص الوضعية لحقوق الإنسان التي سبق للإسلام النص عليها ونادى بها منذ أكثر من 14 قرنًا، وهو الأمر الذي كان مبعث سرور لدى الكثير من الزوار لكون الكتاب قد أوضح لهم الصورة الحقيقية المشرقة للإسلام وسماحته واحترامه للديانات السماوية الأخرى.
وقد نشأت فكرة كتاب الإسلام وحقوق الإنسان من الشراكة بين اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ومركز قطر الثقافي الإسلامي فنار، حيث كان الكتاب أحد مشاريع هذه الشراكة، وتمثلت فكرته في إثبات أسبقية الإسلام في إعلاء حقوق الإنسان على المواثيق الغربية بأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية، وذلك عبر ذكر دليل شرعي من القرآن الكريم أو السنة النبوية لكل مادة من مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وتم اختيار النصوص القرآنية والأحاديث النبوية بناء على التأكيد على أحد حقوق الإنسان، أو الإشارة لمبدأ عام يشتمل على هذا الحق، مع عدم تكرار الدليل في أكثر من مادة، والالتزام الكامل بصحة الأحاديث النبوية.
وقد اختار القائمون على مقر الأمم المتحدة بجنيف لوحة قرآنية من إبداع الأربيلي لوضعها بمكان بارز في مدخل المقر، وتحمل اللوحة قول الله تعالى "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا"، وهي تدعو للتعاون والتعارف بين البشر من سائر الأديان والجنسيات والثقافات، وقال مسؤولو اللجنة التنسيقية الدولية للمؤسسات الوطنية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان ICC إن اللوحة تعبر أصدق تعبير عن فكرة اللجنة والأمم المتحدة نفسها.
يذكر أن صباح الأربيلي هو فنان عراقي بريطاني الجنسية من مواليد مدينة أربيل عام 1977م، يعمل ضمن كادر مركز قطر الثقافي الإسلامي (فنار) ويمارس الخط العربي منذ كان في الثانية عشرة تقريبا، وفاز بعدة جوائز منذ عام 1997م، وهو الفائز الثاني في مسابقة مصحف قطر، وحصل عام 2010 على المركز الأول في سبع مسابقات عالمية للخط العربي.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.