الأمم المتحدة: (14/10/2008): يشير تقرير منظمة الصحة العالمية الأخير، إلى أن العديد من الأشخاص في بلدان مختلفة، بل وفي نفس البلد أو المدينة أحيانا، يتلقون الرعاية الصحية بشكل متفاوت، نتيجة لاختلاف نوعية الرعاية الصحية المتوفرة، أو التكلفة المادية لتلقي الرعاية.
وكشف التقرير السنوي لمنظمة الصحة العالمية، أن هذا التفاوت أكبر بكثير عما كان عليه منذ ثلاثين عام، وكثيرا ما يتم التعامل مع الرعاية الصحية كسلعة يمكن التربح منها.
ويوصي التقرير بالعودة إلى ما يعرف بالرعاية الصحية الأولية، وهو نهج طبي متكامل تم تطويره في السبعينيات، حيث يقوم الأطباء العموميون، وأطباء الأسر، أو الممرضات بالمهام التي غالبا ما يقوم بها الأخصائيون هذه الأيام.
ويفيد التقرير بأنه في كثير من الحالات، يتلقى الأثرياء، والأصح بشكل عام، أفضل أنواع الرعاية، في حين يترك الفقراء لوقاية أنفسهم.
ويذكر التقرير"أن الرعاية الصحية غاليا ما تقدم وفقا لنموذج يركز على الأمراض، والتقنيات العالية، والرعاية المتخصصة، وينظر إلى الصحة كناتج لتدخلات طبية بيولوجية، وكثيرا ما يتم تجاهل قوة الوقاية".
وتتراوح النفقات الحكومية السنوية في مجال الصحة بشدة حول العالم، من حوالي 20دولارا للفرد، لتصل إلى ما يفوق 6.000 دولار للفرد في بعض الدول. كما يشير التقرير إلى وجود تفاوت كبير في متوسط الأعمار بين سكان أغنى وأفقر الدول ليزيد هذا الفرق عن أربعين عاما.
ويحدث هذا التباين الحاد في الرعاية الصحية داخل نفس المدينة أيضا. ففي نيروبي عاصمة كينيا، تقل نسبة وفيات الأطفال دون الخامسة عن 15 بالمائة في مناطق الأثرياء، مقارنة بنحو 254 حالة وفاة من بين 1.000 شخص في الأحياء الفقيرة بنفس المدينة.
وقالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، مارغريت تشان "إن تقرير العام الحالي يحدد الطريق لمعالجة عدم المساواة ونقاط الضعف في مجال الرعاية الصحية الأساسية"، كما شددت على ضرورة تنفيذ توصياته.
وأضافت دكتور تشان "نحن، نقوم بتشجيع الدول على العودة إلى الأساسيات. فثلاثون عاما من الخبرة المتابعة، تبلغنا ما الذي يجب عمله، وإلى أين نتجه، في البلدان الغنية والفقيرة على السواء".
وجاء إصدار تقرير منظمة الصحة في كازاخستان اليوم، ليصادف الاحتفال بذكرى مرور 30 عاما على المؤتمر الدولي للرعاية الصحية الأولية "ألما-آتا".
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.