القدس (ا ف ب) –( 4/5/2008): عبرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس التي تقوم بزيارة جديدة للشرق الأوسط في محاولة لتحريك المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين الأحد عن استيائها من رفض إسرائيل إزالة حواجزها العسكرية الأساسية في الضفة الغربية.
وأجرت رايس مساء السبت محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والتقت صباح الأحد وزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وتناولت محادثاتها هذه المسألة. وقبيل وصولها إلى إسرائيل السبت صرحت رايس أنها تريد التحقق من تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إسرائيل خلال زيارتها السابقة في نهاية آذار/مارس والقاضي بإزالة حوالي خمسين حاجزا في الضفة الغربية.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية في آذار/مارس إزالة 61 حاجزا في الضفة الغربية لكن الأمم المتحدة لاحظت إزالة 44 فقط ذات أهمية بسيطة أو لا أهمية لها على الإطلاق. وكشفت أرقام نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية إن إسرائيل قامت "بنقل 17 كومة من الردم لا تأثير لها" وأزالت "تسعة حواجز تأثيرها طفيف".
وتوجهت رايس قبيل ظهر الأحد إلى رام الله في الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وسيجري عباس محادثات مع أولمرت الاثنين في القدس حسبما أفاد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات. وأكد أولمرت هذا اللقاء في بداية اجتماع الحكومة الإسرائيلية. وصرح أولمرت الذي يخضع لتحقيق في قضية فساد أن هذه القضية لا تؤثر على "جدول عمل الحكومة ودولة إسرائيل".
وقد عقدت رايس الأحد أيضا اجتماعا ثلاثيا ضمها ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق احمد قريع.
ويعقد الجانبان اجتماعات مغلقة منذ أشهر. وقال مسئول إسرائيلي كبير أن رايس قد تدفع باتجاه نشر وثيقة مشتركة تتضمن التقدم الذي أحرز. لكن المسئول الذي رفض كشف هويته أضاف "ثمة فرص ضئيلة لصدور هذه الوثيقة خصوصا أن الطرفين يرغبان في إبقاء مضمون محادثاتهما سريا حتى التوصل إلى اتفاق حول كل النقاط". وفي طريقها إلى الشرق الأوسط توقفت رايس الخميس والجمعة في لندن حيث شاركت في اجتماعات عدة.
ودعت اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط — الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي — إسرائيل الجمعة إلى وقف كافة النشاطات الاستيطانية وفقا لما تعهدت به بموجب خارطة الطريق التي أطلقت عام 2003. وأمام الدول المانحة للفلسطينيين تحفظت رايس عن تردد بعض الدول العربية في تقديم الأموال التي وعدت بها إلى السلطة الفلسطينية.
وتسعى الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تعزيز سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مواجهة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ حزيران/يونيو 2007. وأعلن مسئول امني أن حوالي 600 عنصر من قوات الأمن الفلسطينية انتشروا السبت في منطقة جنين في الضفة الغربية لتعزيز سلطة عباس. في المقابل تواصل الدولة العبرية عملياتها في غزة حيث قتل فلسطيني وجرح خمسة آخرون بينهم ثلاثة ناشطين في حركة حماس صباح الأحد في عملية توغل للجيش الإسرائيلي في جنوب القطاع.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.