ميونخ: (ألمانيا: 8/2/2009): علي هامش مؤتمر الأمن في ميونخ بألمانيا، تبادلت روسيا والاتحاد الأوروبي الاتهامات حول انتهاكات حقوق الإنسان، وذلك خلال أول محادثات بينهما على مستوى رفيع منذ أن أدت أزمة إمداد الغاز إلى تدهور العلاقات بين الجانبين الشهر الماضي.
وقال رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو إن مصرع صحفي ومحام ناشط في مجال حقوق الإنسان في موسكو مؤخراً قد تسبب في قلق أوروبي.
على إثر ذلك اتهم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الاتحاد الأوروبي بانتهاك حقوق الإنسان داخل حدوده، مضيفاً أن كل المشكلات المتعلقة بحقوق الإنسان يجب أن تناقش.
و دعا من ثم الاتحاد الأوروبي إلى معالجة الانتهاكات لحقوق الإنسان في أوروبا حيث أنه لا يمكن الفصل بين المشكلات الأوروبية والمشكلات الروسية بهذا الصدد.
وقال بوتين إن حقوق اللاجئين والسجناء تنتهك بشدة في أوروبا وكذلك حقوق الأقلية الروسية في جمهوريات البلطيق.
وكان مقتل المحامي الروسي البارز ستانسلاف ماركيلوف والمراسلة الصحفية اناستاسيا بابوروفا في موسكو الشهر الماضي في وضح النهار قد أثار إدانات دولية متعددة.
وقال مراسلون إن خطة روسيا لإنشاء قواعد عسكرية في اثنين من أقاليم جورجيا المنفصلة قد أثارت التوتر خلال المحادثات.
وأعربت جمهورية الشيك -الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي- عن "قلقها العميق" من التحركات في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا وهما الإقليمان اللذان خاضت روسيا وجورجيا حرباً من أجلهما في أغسطس/ آب الماضي.
وحول قضية إمدادات الغاز قال باراسو إن النزاع بين روسيا وأوكرانيا الذي أدى لتفجر الأزمة أحد الملفات المطروحة للبحث. وشدد باراسو على أن من الضروري الآن "خلق ظروف جديدة حتى لا يحدث مثل هذا النوع من الأزمات مجدداً"
وأضاف باروسو "نعتقد أن أمن الطاقة مجال هام جداً لمصالح روسيا والاتحاد الأوروبي"، مشيراً إلى تزايد أهمية هذا الملف في ظل الأزمة المالية العالمية.
على صعيد متصل قال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس إن الولايات المتحدة تتطلع إلى "تعاون أكبر وأعمق" مع روسيا في القضايا الوطنية المشتركة.
وأضاف المتحدث في مؤتمره الصحفي اليومي "هذه الإدارة ستكون صريحة مع الروس عندما لا نكون على توافق معهم، لكن يمكننا السعي إلى تعاون أكبر وأعمق".
ودعا نائب رئيس الوزراء الروسي سيرجي ايفانوف الإدارة الأمريكية الجديدة إلى إعادة التفاوض على معاهدة نزع الأسلحة النووية، مضيفاً أن مشروع نشر الدرع الصاروخي الأمريكي في أوروبا الشرقية لن يسهل الأمور. و كانت أعمال مؤتمر الأمن قد بدأت يوم الجمعة (7/2/2009) ، ومن القضايا التي تتصدر اهتمامات المؤتمر، موضوعات نزع السلاح و الشرق الأوسط وأفغانستان بالإضافة إلى البرنامج النووي الإيراني.
ويشارك في أعمال الدورة الحادية والأربعين لمؤتمر الأمن ما يزيد على 250 من المسئولين العسكريين وصناع القرار السياسي. من بينهم نائب الرئيس الأمريكي جو بإيدن و الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية والنائب الأول لرئيس الوزراء الروسي سيرغي ايفا نوف ومستشار الأمن القومي الهندي أم. تيه. نارا نايان.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.