وكالات: 1/3/2008: غزة– شن الطيران الحربي الإسرائيلي منذ فجر اليوم الأحد سلسلة غارات على عدة أهداف بقطاع غزة، بينها مقر مجلس وزراء الحكومة المقالة، ومنازل لنشطاء بكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وأوقعت تلك الغارات شهيدا واحدا وعددا من الجرحى ليرتفع عدد شهداء الاعتداءات الإسرائيلية منذ فجر السبت 1-3-2008 إلى 62 شهيدا، بينهم عدد كبير من الأطفال ورضيعة عمرها يومان، في أدمى هجوم إسرائيلي منذ انتفاضة الأقصى سبتمبر 2000.
فقد أطلقت طائرة أباتشي صاروخين على مقر مجلس الوزراء غرب مدينة غزة؛ وهو ما أدى إلى أضرار جسيمة بالمكان الذي جرى إخلاؤه مع بداية تصعيد الاحتلال، إضافة إلى إصابة خمسة أشخاص في المنازل المجاورة، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
واستهدفت طائرة إسرائيلية سيارة مدنية في حي الإسراء بمنطقة التوام غرب جباليا شمالي غزة؛ وهو ما أسفر عن استشهاد المواطن خليل عز الدين، وإصابة آخر بجروح.
وبعدها بقليل أغار طيران الاحتلال على منزلين في خان يونس كانا خاليين من سكانهما لحظة القصف؛ مما سبب أضرارا كبيرة في المبنيين اللذين يعودان لناشطين بكتائب القسام.كما دمرت طائرات الاحتلال ورشة حدادة في شارع يافا شمال مدينة غزة، وأغارت على ورشة حدادة أخرى في حي الزيتون غربي المدينة. واستهدفت طائرة من طراز "أف 16" بصاروخين ورشة للنجارة في مخيم يبنا غرب محافظة رفح.
"مفرط وغير متكافئ"
من جهته، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استخدام إسرائيل "المفرط وغير المتكافئ" للقوة بحق الفلسطينيين.
وقال كي مون في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث الأوضاع بغزة: "على الرغم من الاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها فإنني أدين الاستخدام غير المتكافئ والمفرط للقوة، مما أدى إلى قتل وجرح مثل هذا العدد الكبير من المدنيين ومن بينهم أطفال".
ودعا الأمين العام في الجلسة إسرائيل إلى وقف مثل تلك الهجمات، كما أدان الهجمات الصاروخية الفلسطينية على جنوب إسرائيل.
ورفض دانييل كارمون نائب السفير الإسرائيلي بالأمم المتحدة فكرة أن إسرائيل مذنبة بارتكاب جرائم حرب، قائلا أمام المجلس: "إن حماس تتحمل المسئولية وحدها عن أعمال العنف".وشن جيش الاحتلال منذ الأربعاء الماضي أكثر من 50 عملية عسكرية على غزة بين غارة وقصف مدفعي؛ مما أسفر عن سقوط أكثر من 80 شهيدا و20 جريحا، فيما أعلنت إسرائيل السبت عن مقتل اثنين من جنودها.
"جرائم حرب"
ودعت ليبيا (العضو في المجلس) لهذا الاجتماع الطارئ باسم جامعة الدول العربية وبناء على طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووزع الوفد الليبي مسودة قرار على أعضاء المجلس تدين إسرائيل.
وبموجب المسودة، التي حصلت رويترز على نسخة منها، يعرب المجلس عن "قلق خطير.. إزاء قتل المدنيين الأبرياء بما في ذلك قتل العديد من الأطفال الفلسطينيين نتيجة للهجمات العسكرية الإسرائيلية التي وقعت في قطاع غزة في الآونة الأخيرة".
وتدعو إلى "وقف فوري لكل أعمال العنف، بما في ذلك الهجمات العسكرية"، كما تحث إسرائيل على "فتح المعابر الحدودية لقطاع غزة فورا".
وقال دبلوماسيون غربيون إن القرار الليبي لن يجيزه المجلس إلا إذا جرى تعديله ليدين الهجمات الصاروخية الفلسطينية، وتخلى عن الصياغة التي تشير إلى أن إسرائيل مذنبة بارتكاب جرائم.
"حق إسرائيل"
أما الولايات المتحدة فقد أعربت عن أسفها لسقوط ضحايا من الفلسطينيين والإسرائيليين، ودعت إلى وقف العنف بين الجانبين.
وشددت واشنطن على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ووصفت الهجمات الصاروخية الفلسطينية بأنها "إرهابية".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جوردون جوندرو: "هناك فرق واضح بين الهجمات الصاروخية الإرهابية التي تستهدف المدنيين والتحرك للدفاع عن النفس".وأردف قائلا: "إن الولايات المتحدة ما زالت تشعر بقلق عميق إزاء الوضع الإنساني في غزة وجنوب إسرائيل".
وتغادر وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس واشنطن غدا الاثنين إلى منطقة الشرق الأوسط في زيارة جديدة لإسرائيل ورام الله بالضفة الغربية المحتلة.وتعقد الحكومة الإسرائيلية اليوم اجتماعها الأسبوعي وتناقش فيه أبعاد العملية العسكرية بغزة
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.