الأمم المتحدة: (9/1/2009): نقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة عن شهود عيان قولهم إن القوات الإسرائيلية نقلت نحو مئة وعشرة فلسطينيين إلى منزل بحي الزيتون بمدينة غزة وأبلغتهم بالبقاء داخله قبل أن يتعرض المنزل فيما بعد للقصف.
وقالت أليغرا باشيكو نائبة مدير المكتب في الأراضي الفلسطينية المحتلة أنه لم يتم السماح لسيارات الإسعاف بالوصول إلى تلك المنطقة لإجلاء وعلاج الجرحى إلا بعد الحادثة بيومين ونصف."
ووصف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الحوادث التي وقعت في حي الزيتون بأنها من بين أخطر ما شهده القطاع منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة في السابع والعشرين من كانون أول ديسمبر.
روى الفتى الفلسطيني أحمد إبراهيم السموني، البالغ من العمر 13 عامًا، و الذي نجا من القصف الذي أودى بحياة معظم أفراد عائلته: "أبو صلاح مات وماتت زوجته، أبو توفيق مات وكذلك ابنه وزوجته، ومحمد إبراهيم مات وماتت أمه، إسحق مات وناصر مات، وماتت زوجة نائل السموني، مات كثيرٌ من الناس".
ومن سريره في مستشفى بغزة، روى الطفل كيف تم اقتياد عائلته إلى المبنى الذي استهدف في وقتٍ لاحق، وقال بصوتٍ هزيل: "كنا نائمين عندما هاجمتنا الدبابات والطائرات، وكنا ننام في غرفة واحدة"، وأضاف "قذيفة واحدة أصابت منزلنا، والحمد لله أننا لم نصب".
ثم "ركضنا خارج المنزل، وشاهدنا 15 رجلاً.. نزلوا من طائرات هليكوبتر على أسطح المباني"، وضرب الجنود السكان وأجبروهم على التجمع في منزلٍ واحد، لكن المنزل الذي كان يفترض أن يوفر لهم مخبأ من المعركة أصيب في اليوم التالي، وكانت أم أحمد بين القتلى، وتمكن السموني من حماية أخيه يعقوب، وأخويه الآخرين الأصغر، كما حاول مساعدة البالغين الجرحى الذين كانوا يرقدون بين القتلى.
وتمكن عمال إنقاذ من الهلال الأحمر المحلي وفريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الوصول إلى المنزل في السابع من يناير، أي بعد 3 أيام من الهجوم، بعدما منعهم الجيش الإسرائيلي من الدخول في ما وصفه الصليب الأحمر بأنه فترة "غير مقبولة".
وقال فريقٌ طبي فلسطيني إن الفريق كان ينادي على الباقين على قيد الحياة وسمع أصوات أطفال، وقال خالد أبو زياد: "كسرنا الباب ودخلنا ووجدنا 4 أطفال مصابين يرقدون على الأرض بين 16 شهيدًا".
وأشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومقرها جنيف، إلى أن الأطفال كانوا يتضورون جوعًا عندما وصلت إليهم المساعدات في نهاية المطاف، وقالت "كانوا على درجةٍ من الضعف لم يتمكنوا عندها من الوقوف على أقدامهم من تلقاء أنفسهم، وعُثر على رجلٍ أيضًا على قيد الحياة في حالة ضعفٍ شديدٍ ولم يتمكن هو أيضًا من الوقوف، وبصفةٍ إجمالية كانت هناك 12 جثة على الأقل ترقد على أحشاء".
وحالت الجدران الترابية التي أقامتها الجرافات الإسرائيلية دون وصول سيارات الإسعاف أو الاقتراب من المنزل، وقالت باتشيكو: "تعيَّن نقل الجرحى على عربات تجرها الحمير".واتهمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إسرائيلَ بتأخير دخول سيارات الإسعاف إلى المنطقة وطالبت بمنح ممرٍ آمن لسيارات الهلال الأحمر الفلسطيني للعودة وإجلاء مزيد من الجرحى.
وقال رئيس شؤون إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة باللجنة الدولية للصليب الأحمر بيير ويتاك: "لا بد وأن الجيش الإسرائيلي كان يعلم بالموقف لكنه لم يساعد الجرحى، ولم يسمح لنا أو للهلال الأحمر الفلسطيني بمساعدة الجرحى".
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.