كوبنهيجن: (وكالات: 19/12/2009): اعترفت الأمم المتحدة التي نظمت محادثات المناخ بالعاصمة الدانمركية كوبنهاغن السبت: 19/12/2009 رسميا باتفاق جديد صاغته الولايات المتحدة وقوى اقتصادية متطورة لمحاربة ظاهرة الانحباس الحراري الكارثية واعتبرته بداية مهمة بالرغم من معارضة عدد من الدول. وقد أنهى مؤتمر المناخ أعماله بعد نحو أسبوعين من المحادثات الشاقة التي وصلت إلى حافة الانهيار.
و كان الرئيس الأمريكي ، باراك أوباما، قد أعلن عن التوصل إلى ذلك الاتفاق مع عدد من الدول الكبرى، هي الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا. و وصف أوباما الاتفاق بأنه خطوة ا "كبيرة وغير مسبوقة في التاريخ،" في حين بدأت أصوات الدول النامية ترتفع محتجة على تفاصيلها.
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه لا يستجيب كلية للآمال و التطلعات لكنه "يظل رغم ذلك بداية أساسية".
ويتضمن هذا الاتفاق تخصيص 30 مليار دولار على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة للدول الفقيرة لمواجهة مخاطر تغيرات المناخ، على ان ترتفع إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2020 .ويقول المحللون ان الخطوة تتيح المجال أمام تطبيق الاتفاقية على ان ينص البيان النهائي للقمة على أسماء الدول الموافقة وتلك المعارضة للاتفاقية.
ويسعى الاتفاق لخفض درجة حرارة الأرض بدرجتين مئويتين مقارنة بفترة ما قبل التصنيع.وكانت جهود التوصل إلى اتفاق شامل في قمة المناخ بكوبنهاجن مستمرة بعد أن جرى تمديد مدة المؤتمر يوما واحدا.
لكن قلة من الدول النامية رفضت صيغة الاتفاق المتوصل إليه على أساس أنه فشل في اتخاذ الإجراءات المطلوبة بهدف إيقاف الآثار السلبية الناجمة عن ظاهرة التغير المناخي.
وتشعر عدة دول نامية بأنها استبعدت من تلك المباحثات وأن الاتفاق المبرم لا يتعامل مع القضايا التي كان مفترضا أن تتعامل معها القمة.
وهاجم عدد من الدول النامية والفقيرة ودعاة حماية البيئة الاتفاق باعتباره مجرد تراض بين الدول الكبرى على حساب العالم لا يرقى إلى مستوى الطموحات المأمولة لمواجهة تداعيات التغير المناخي الكارثية.
فقد رفض رئيس مجموعة الـ77 -التي تضم الدول النامية- السوداني لومومبا دي إبينغ الاتفاق ووصفه بأنه يشكل تهديدا لمواثيق وأعراف الأمم المتحدة ويضع الفقراء في حال أسوأ، وأكد أن السودان لن يوقع مطلقا على معاهدة تدمر أفريقيا، مشيرا إلى أن هناك عددا كبيرا من الدول الفقيرة التي ترفض ما تم التوصل إليه في كوبنهاغن.
و وصفت منظمة السلام الأخضر في بيان صدر بعد اتفاق اللحظة الأخيرة، مؤتمر كوبنهاغن بأنه كان فاشلا بامتياز وعجز عن التوصل إلى اتفاق "يقترب حتى مما هو ضروري للسيطرة على تغير المناخ".
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.