الدوحة – قنا: (8/8/2012) : بدأت بفندق شيراتون الدوحة أمس أعمال الندوة التي تنظمها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بعنوان "دعم الشعب السوري ..الواجب الديني الوطني" بحضور لفيف من علماء الدين في قطر وخارجها.
وقال الدكتور علي بن صميخ المري * (نص الكلمة في نهاية الخبر)؛ رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان إن عقد هذه الندوة ، التي تستمر يومين ، يأتي اقتناعاً من اللجنة بأن دعم المسلم لأخيه المسلم يكون بكل ما يعينه على ما فيه من ابتلاء سواء بالجهد أو بالمال أو بالمأوى ، بل وحتى بعدم إعانة ظالمه عليه ولو بالكلمة.. مستشهدا في هذا الصدد بعدد من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة .
وامتدح الدكتور المري ، في الكلمة التي افتتح بها الندوة ، النهج الواضح للقيادة الرشيدة ممثلةً في حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد ، والذي يعتبر حقوق الإنسان والدفاع عنها خياراً استراتيجياً لدولة قطر..وقال إن ذلك يتفق وواجب اللجنة وهدفها ، خصوصاً وأنها تتولى حالياً رئاسة لجنة الاعتماد بلجنة التنسيق الدولية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان (ICC) كما ستتولى رئاسة منتدى آسيا باسفيك للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان(APF) اعتباراً من عام 2013م ، وهو ما يفرض عليها العمل جنباً إلى جنب مع كل من يعمل على إقرار حقوق الإنسان في أنحاء المعمورة.
واستطرد قائلا: "من هنا كانت دعوة اللجنة الوطنية لحقوق الانسان لأصحاب الفضيلة علماء الأمة للاجتماع في بلدهم الثاني قطر للتباحث في أحوال الأهل في سوريا الشقيقة وحكم معاونة الظلمة والطغاة ووجوب نصرة المسلم لأخيه المسلم المدافع عن ديار الإسلام، وكيفية دعم الثورة السورية والأشقاء السوريين، سواءً من كان منهم في الداخل السوري، مرابطين في مواجهة آلة الحرب الموالية للنظام السوري الغاشم والتي تبطش بهم دون مراعاةٍ لأي قيمٍ دينيةٍ أو أخلاقيةٍ أو حتى مراعاةٍ لهذا الشهر الفضيل، أو اللاجئين منهم في الدول العربية والإسلامية المجاورة ".
ونوه الدكتور المري بأنه من يمن الطالع أن يأتي هذا التجمع في ذكرى نصر الله لعباده يوم فتح مكة المكرمة "عسى أن يكون نصره تعالى لعباده قريباً بإذن الله".
من ناحيته، قال الدكتور محمد حبش، العضو السابق في مجلس الشعب السوري، رئيس مركز الدراسات الإسلامية بدمشق، "إن الشعب السوري مل من المؤتمرات والندوات وبات لسان حاله يقول لنا (أنتم في الفنادق ونحن في الخنادق)".. مؤكدا في الوقت نفسه أهمية الندوة التي تنظمها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان لدعم الشعب السوري .. واصفا الندوة بأنها غير تقليدية.
وقال: "يأتي هذا اللقاء في وقت لم يعد فيه مجال لأنصاف الحلول بعد استشهاد أكثر من 20 ألف شخص وهدم أكثر من 20 ألف منزل، ومن المؤلم أن اليوم "أمس" فقط سقط أكثر من 257 شهيدا، لذا نريد من هذه الندوة أن تكون بمثابة فتح مكة الذي يتزامن مع هذه الأيام، ونريد ان نتقدم بموقف شرعي واحد لنقف فيه أمام الله بكلمة الحق".
في السياق ذاته ، توجه السيد محمد الزحيلي ، أستاذ أصول الفقه بجامعة دمشق، بالشكر لدولة قطر أميراً وحكومة وشعباً على مواقفها تجاه الثورة السورية..وقال: "نسأل الله أن يحقق على أيديها النصر وأن يكون لها السهم الوافر في الثورة السورية ".. مشيراً إلى أنّ دولة قطر باتت تقدم الدعم للثورة السورية بالرغم من الانتقادات التي توجه إليها من قبل الموالين لنظام بشار الأسد.
وأضاف الزحيلي في كلمته: "الثورة السورية في تطور مستمر منذ اندلاعها منذ سنة ونصف السنة ونحن نريد لكافة أطياف الشعب السوري التحرر من رق العبودية، ونحن نشهد الآن الانشقاقات تتوالى من أركان النظام من جنود وضباط جيش إلى أن أعلن رئيس الوزراء انشقاقه".
من جهته نبه فضيلة الشيخ د.علي القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى أن سنة الله قاضية على هلاك نظام الأسد واستشهد بقول الله تعالى "الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد".. وأضاف: "نحن نجد طغيان النظام السوري الحالي في قمته من فساد إداري ومالي وبيئي وستكون سنة الله القاضية عليهم بإذنه تعالى".
ولفت إلى أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يؤكد أن نظام بشار الأسد زائل لا محالة وقال: " فقد الآن بشار شرعيته ولا يجوز اتباعه لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" .
وتوجه القرة داغي بالشكر لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وللشعب القطري، مؤكدا أن سموه وقف موقف العدل مع كافة الثورات العربية.
كما تقدم بالشكر للجنة الوطنية لحقوق الإنسان ومركز الدراسات الإسلامية بدمشق. وقال: "نحن الآن أمام معركة فاصلة بين مشروعنا الإسلامي ومشروعات البغي والاستبداد ، ونسأل الله تعالى النصر في هذا الشهر".. ولفت إلى أن مؤشرات ذلك سقوط رموز نظام بشار الإجرامية قبيل رمضان بيوم واحد وتهاوي النظام بانشقاق ضباط الجيش وانضمامهم للجيش الحر وأخيراً انشقاق رئيس الوزراء.
ودعا الحكومات إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي والعسكري للثورة السورية. وقال إن واجب علماء الدين أن يقفوا وقفة رجل واحد وألا يخشوا في قول الحق لومة لائم. __________________________________________________________________________
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.