غزة (أف ب) -14/01/2009 : تتواصل معارك عنيفة بين ناشطين فلسطينيين وجنود إسرائيليين في وسط مدينة غزة بينما يستمر الطيران الحربي في قصف جنوب القطاع حيث قتل حوالي ألف فلسطيني منذ بدء الهجوم الإسرائيلي في 27 كانون الأول/ديسمبر.
لكن في اليوم التاسع عشر من الهجوم الذي تؤكد إسرائيل انه يهدف إلى وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية على أراضيها تحدث شهود عيان عن تراجع كثافة الضربات الجوية في مدينة غزة وشمال القطاع بالمقارنة مع الليالي الماضية.
وقتل فلسطيني وجرح نحو عشرين آخرين في غارة دمرت منزل في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة حسبما ذكر أطباء وشهود عيان لوكالة فرانس برس.
وقال مراسل لوكالة فرانس برس ليلا حول الوضع في مدينة غزة وشمال القطاع ان "دبابات تطلق النار على المقاتلين الفلسطينيين الذين يردون بقاذفات الصواريخ التي يحملونها". وأضاف "هناك إطلاق نار كثيف من الجانبين". ولم تذكر أي أرقام تتعلق بحصيلة هذه المعارك.
وقتل سبعون فلسطينيا على الأقل الثلاثاء في قطاع غزة مما يرفع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إلى 975 قتيلا على الأقل وأكثر من 4400 جريح منذ بدء الهجوم الإسرائيلي حسبما ذكر مدير خدمات الطوارئ في غزة معاوية حسنين.
في المقابل قتل عشرة عسكريين وثلاثة مدنيين إسرائيليين.
ومساء الثلاثاء شن الطيران الإسرائيلي غارات على شمال قطاع غزة وجنوبه أدت إلى مقتل ثمانية فلسطينيين بينهم ثلاثة أطفال في احد شوارع جباليا.
في الوقت نفسه قال شهود ان القوات الخاصة الإسرائيلية تقدمت مئات الأمتار بعد معارك مكثفة داخل بعض أحياء مدينة غزة من بينها حي الزيتون.
وفي الجنوب قالت منظمة كير غير الحكومية ان القصف الجوي العنيف لمدينة رفح على الحدود مع مصر دفع مئات السكان إلى الشوارع بحثا عن ملاجئ. وقد تواصلت عمليات القصف هذه طوال الليل.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ان الهجوم حقق "معظم" أهدافه "لكن ليس كل الأهداف على الأرجح".
جنود إسرائيليون يستريحون بالقرب من مدرع على الحدود مع قطاع غزة
وقال الجيش الإسرائيلي ان الضربات الجوية استهدفت حوالي مئة موقع الثلاثاء وخصوصا 55 نفقا تستخدم لتهريب الأسلحة من مصر إلى قطاع
غزة. الصواريخ الفلسطينية مستمرة و إن قل عددها:
وأطلق ناشطون فلسطينيون 18 صاروخا وقذيفة هاون على إسرائيل وهو عدد اقل بثلاث مرات من الصواريخ التي كان يتم إطلاقها في بداية الهجوم. ولم تسبب هذه القذائف إصابات.
من جهته قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي اشكينازي "لقد حققنا نجاحات كثيرة على النظام وبنيته التحتية وعلى الذراع العسكرية لحماس لكن المهمة لم تنته". وشدد اشكينازي على "الطابع المعقد" للمعارك.
وصرح مسئول إسرائيلي كبير لموقع صحيفة يدي عوت احرونوت على الانترنت ان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت "حدد هدفين هما وقف إطلاق صواريخ حماس ومنع إعادة تسلح المنظمة".
وأضاف ان إسرائيل "لن تخضع لأي ضغط طالما لم يتحقق هذان الهدفان". وتابع المسئول نفسه "لا نبحث عن مخرج (للازمة) بل عن نجاح. كما قال أولمرت نحتاج إلى إستراتيجية تقودنا إلى نجاح مهما كان الوقت الذي يستغرقه ذلك".
الصعيد الدبلوماسي:
على الصعيد الدبلوماسي ما زالت القاهرة تنتظر موافقة حماس على مبادرتها الخاصة لوقف إطلاق النار في غزة.
وأكد الرجل الثاني في حماس موسى أبو مرزوق وجود "فرصة" لان توافق الحركة على المبادرة المصرية في حال إجراء بعض التعديلات عليها.
وسيتوجه المبعوث الإسرائيلي قاموس جلاد الخميس إلى العاصمة المصرية لإجراء مزيد من المشاورات حول الخطة المصرية.
وفي نيويورك أكد مجلس الأمن الدولي دعمه للامين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبل توجهه إلى الشرق الأوسط حيث يسعى للتوصل إلى وقف المعارك في غزة وتطبيق القرار 1860 فورا.
ويدعو هذا القرار إلى "وقف فوري لإطلاق النار" لكنه بقي حبرا على ورق.
وفي واشنطن أكدت وزيرة الخارجية الأميركية المعينة هيلاري كلينتون أمام الكونغرس ان إدارة أوباما ستقوم "بكل الجهود الممكنة" لإتاحة الفرصة للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
لكن كلينتون استبعدت بشكل كامل أي تفاوض مع حماس.
وأخيرا تشهد غزة أوضاعا إنسانية صعبة إذ يعيش مليون شخص أي نحو ثلثي سكان القطاع من دون كهرباء وحرم 750 ألفا آخرون من المياه بينما تعمل المستشفيات بفضل المولدات الكهربائية بحسب الأمم المتحدة. وقد كلف أولمرت وزير الشؤون الاجتماعية الإسرائيلي اسحق هيرتزوغ تنسيق المساعدات الإنسانية المرسلة إلى قطاع غزة.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.