مستخدم جديد؟
الرجوع الى الأخبار

اللجنة الوطنية لحقوق الانسان تنظم الدورة التدريبية لخطباء المساجد

نظمت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان اليوم دورة تدريبية في مجال حقوق الإنسان للأئمة وخطباء المساجد في الفترة من 7 إلى 8 من الشهر الجاري. وتأتي هذه الدورة ضمن مباشرة اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان لاختصاصاتها في نشر الوعي والتثقيف بحقوق الإنسان وحرياته وترسيخ مبادئها على صعيدي الفكر والممارسة. وقال السيد/ جابر الحويل مدير إدارة الشؤون القانونية باللجنة في كلمته الافتتاحية: تأتي هذه الدورة ضمن سلسلة دورات تدريبية مخصصة لائمة وخطباء المساجد نظراً للمكانة الخاصة للأئمة والخطباء بين جميع شرائح وفئات المجتمع إذ أنهم  منهل أساسي من مناهل العلم والمعرفة، ومصدر رئيس من مصادر الثقافة. وأكد حرص اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان على أن تتم الاستفادة القصوى من هذه الدورة التدربية التي ستعقد على مدار يومين. وقال الحويل: إن رجال وعلماء الدين لهم مكانة خاصة لعظم قدرهم ووقارهم وهم ورثة الانبياء وقد تربت على أيديهم أجيال وأجيال وما زالوا يضطلعون بمهامهم ورسالتهم السامية النبيلة في التربية السلمية والتنشئة القويمة وتفقيه الناس بأمور دينهم وإعانتهم على امور دنياهم. وقدم الدكتور سلطان إبراهيم الهاشمي ورقة عمل حول دور المؤسسة الدينية في مناهضة التطرف وخطاب الكراهية تناول فيها  مقدمة عن حقوق الإنسان في الإسلام لافتاً إلى أنها  ليست من مبتدعات الفكر الغربي، بل هي حقيقة جاء بها الإسلام . وقال: إن المتتبع لنصوص القرآن الكريم ونصوص السنة النبوية يجد بلا ريب أن حقوق  الإنسان بمعناه العام منصوص عليها مثل حق الحياة، والكرامة، والحرية، باعتبار الإنسان أفضل خلق الله. وطرح الهاشمي   وقفات مع خطاب الكراهية وناقش خلالها مفهوم خطاب الكراهية وأسباب نشأتها والتي من أبرزها الاضطهاد السياسي. ووسائل الإعلام من تلفاز ومقالات وغيرها، وأحيانا يقود هذه الحملة بعض الإعلاميين ويعمقون خطاب الكراهية في المجتمعات. إلى جانب أسباب أخرى كاللون، أو الجنسية، أو العرقية. مؤكداً أن للمؤسسة الديناً دوراً كبيراً يمكن ان تقوم به مع وضع قواعد هامة منها أنه لا يمكن جمع الناس كلهم على دين واحد ولا نجبرهم على الدخول في الإسلام، ولكن نلزمهم على احترام الإسلام. داعياً إلى ضرورة الاعتراف بحقوق غير المسلمين مثل: حفظ كرامتهم الإنسانية( ولقد كرمنا بني آدم )، ومجادلتهم، إلى جانب ضرورة أن  تحسن  المؤسسة الدينية عرض ما عندها من مميزات هذا الدين العظيم،  وقال: إن بعضنا لم يحسن عرض الإسلام،  ويتم عرضه مبتورا ومشوها. وأكد على أهمية إبراز محاسن هذه الشريعة في كل مجالات الحياة، وخاصة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد والدعوة إلى الله عزوجل. والتعايش مع الطوائف الأخرى من أهل كتاب، أو غيرهم من أصحاب المذاهب. وقال: هذا هو المنهج القرآني، مجادلتهم بالأحسن، وعرض عليهم الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، فإن لم ينفع ذلك طبقنا معهم مبدأ التعايش بدلاً من التقارب. من جهته أوضح الدكتور/ أحمد بن محمد البو عينين الأمين العام للاتحاد العالمي للدعاة أن  إرسال الرسل من أعظم مظاهر تكريم الإنسان لافتاً إلى ان الإسلام إهتم حتى بحقوق غير المسلمين كحقوق  المشركين في الوفاء بعهودهم وكذلك لأهل الكتب حقوق علينا.. كما أوصى الإسلام بحقوق الجار وكان الرسول صلى الله عليه وسلم زار جاره اليهودي حين مرض . كما أقر أقر الإسلام حق ولي الامر في الطاعة وإسداء النصح والدعاء له واورد حقوق الوالدين وحقوق الأزواج وحقوق الأبناء حتى في الأسماء منذ الوالدة إلى التربية والتعليم وحرص الإسلام على حقوق اليتامى والفقراء والمساكين والمطلقات. وأشار إلى ان الغسلام أعطى الإنسان حقوقه بمختلف فئاته. منوهاً إلى أن العقوبات الواردة في الإسلام جاءت مكملة لحقوقه لأنها تحفظ وتصون المجتمعات من الفساد وتضبط الفوضى. وأكد أن للخطاباء دور كبير في مجتمعاتهم ودعا إلى ضرورة عدم تسييس المنابر وقال: نحن اليوم في خطر عظيم وهو خطر الفكر الهدام ودورنا كخطباء أن ننور الناس ونهديهم الى الفكر السليم والقويم. وأكد على ضرورة المام الخطباء والائمة بالجوانب القانونية ليكون طرحهم موضوعياً في كافة القضايا التي يتناولونها. ومن ناحيه قدم السيد/ على محرم الخبير القانوني باللجنة ورقة حول المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان مشيراً إلى أنها  مزيج من تعاليم الديانات السماوية، والتراكم الثقافي الذي أنتجه الفكر الإنساني عبر مراحل وأحقاب زمنية طويلة، قبل أن تتولى منظمة الأمم المتحدة تقنينها واعتمادها كإعلانات ومواثيق دولية. وقال:مما لاشك فيه أن الأهمية البالغة لحقوق الإنسان تبدو واضحة لكل من الفرد والدولة علي حد سواء ، فهي تمثل للفرد الضمانة الأساسية اللازمة لحياته الحياة الآمنة الكريمة التي تحفظ له كرامته الإنسانية ، وأضاف: إذا كان الفرد هو حجر الأساس في بناء وطنه فانه ما من شك في أن احترام وحماية حقوقه من شانه أن يرسخ لديه روح الولاء والانتماء للوطن ومن ثم يتنامى وفاء الفرد ويزداد عطائه لوطنه . وتناول محرم تعريفاً لحقوق الإنسان وخصائصها وتقسيماتها ومصادرها. لافتاً إلى أنه ينظر إلى المصادر الدينية بوصفها هي التي وضعت الأساس الفكري أو النظري لحقوق الإنسان ولسنا بحاجة إلى التأكيد على حقيقة أن من بين القيم العليا أو المبادئ الحاكمة في الأديان السماوية الثلاثة. مؤكداً أن جذور مبادئ حقوق الإنسان تمتد إلى جوهر الرسالة الإسلامية ، وقال: يعتبر الإسلام هو أول من قرر المبادئ الخاصة بحقوق الإنسان في أكمل صوره وأوسع نطاق ، وأرسى أسس القانون الدولي لحقوق الإنسان، وغيره من القوانين، وسبق الغرب في حماية وصون حقوق الإنسان ، لافتاً إلى أن القرآن الكريم أشار  إلى تكريم الإنسان في آيات كثيرة. وقال: لقد نظم الإسلام أمور الإنسان في علاقته بربه ونفسه وعلاقته بالآخرين من بني جنسه، وقرر المبادئ الخاصة بالحقوق السياسية والاجتماعية والمدنية وأثبتت للإنسان حقوقا ومصالح ومنافع لم تبلغها أية شريعة من الشرائع السماوية كما لم يبلغ إليها أي تشريع وضعي في العالم ووضعت الشريعة الإسلامية ميثاق اً متكاملا لحقوق الإنسان وحرياته، ورسمت حدودا دقيقة لتنظيم علاقة الحاكم بالمحكوم، وأرسى الإسلام دعائم أول دولة قانونية في التاريخ ومنه انتقلت فكرة الدولة القانونية إلى باقي دول العالم، و قال محرم: راعى الإسلام حقوق الإنسان في مجمل عناوينه، فهو يضع مبادئ تهدف إلى انتشار الخير  استتباب لأمن بين بني البشر كما ويهدف إلى تأمين الحياة العادلة لكل فرد من أفراد المجتمع وتميزت حقوق الإنسان في الإسلام بأنها منح إلهية منحها الله لخلقه وقررها للإنسان. يذكر ان الدورة التي ستستمر على مدى يومين  سيتم خلالهما القاء ست محاضرات بواقع ثلاث محاضرات يومياً، فقد تناولت في اليوم الأول دور المؤسسات الدينية في مناهضة خطاب الكراهية ومواجهة التطرف،  والمبادئ الأساسية والمفاهيم الرئيسية لحقوق الإنسان ، وحقوق الإنسان في الشريعة الأسلامية الغراء. وفي اليوم الثاني تدور المحاضرات حول اتفاقية حقوق الطفل واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ، والآليات الوطنية والآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان، ثم تختتم الدورة بمحاضرة عن الحق في العمل وحقوق العمال.

الصور