مستخدم جديد؟
الرجوع الى الأخبار

قدموا شهادات مؤثرة في جلسة تاريخية -لأول مرة- بالبرلمان الأوروبي .. ضحايا دول الحصار بصوت واحد: نطالب المجتمع الدولي بإجراءات جادة وفعالة لوقف الانتهاكات السعودية والإماراتية لحقوق الإنسان

رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان الأوروبي: لن ندّخر جهدا لرفع الحصار عن قطر

لن نسمح لولي العهد السعودي بمسح جريمة اغتيال خاشقجي مهما حاول التسويق لنفسه

حماية حقوق الإنسان في العالم ومنطقة الخليج أولويتنا

آليو ماري: المري صاحب المبادرة بالاستماع لضحايا الحصار في البرلمان الأوروبي

برلمانيون أوروبيون: أوروبا ستتحمل تبعات الانتهاكات الناجمة عن حصار قطر إن لم نتحرك لوضع حد لها

تداعيات حصار قطر لا يتم الحديث عنها بما يكفي داخل البرلمان الأوروبي

نواب أوروبيون يطالبون بوقف بيع الأسلحة للسعودية

البرلمان الأوروبي والحكومات لا تتخذ إجراءات كافية لحماية حقوق الإنسان

العقوبات ضرورية لدفع السعودية والإمارات والبحرين إلى وقف انتهاكاتها

حقوق الإنسان ينبغي أن تكون أولوية تسبق المصالح السياسية للدول الأوروبية

دول الاتحاد الأوروبي ينبغي أن تنخرط بصفة أكثر جدية والتعبير عن موقف جماعي وقوي ضد انتهاكات حقوق الإنسان

بروكسل يوم 19 فبراير 2019

شهد البرلمان الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل الثلاثاء، جلسة تاريخية، استقطبت حضورا قوياً لنواب دول الاتحاد الأوروبي ووسائل الإعلام العالمية للاستماع -لأول مرة- لشهادات حيّة ومروعة قدمها 5 متضررين، وقعوا ضحية للانتهاكات السعودية والإماراتية والبحرينية لحقوق الإنسان، هم المواطنة القطرية الدكتورة وفاء اليزيدي، أحد ضحايا التفكك الأسري، والمواطنة القطرية الطالبة جواهر محمد المير، التي تعرضت للطرد من جامعة السوربون أبو ظبي، وخديجة جنكيز، خطيبة الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي اغتيل داخل مقر القنصلية السعودية في اسطنبول، والطالب والأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز الذي تعرض للسجن والتعذيب في أبو ظبي وحكم عليه بالمؤبد، قبل إطلاق سراحه لاحقا بعد تدخل السلطات البريطانية، إلى جانب علي الأسود، عضو البرلمان البحريني المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة. وانتقد الضحايا الخمسة انتهاكات دول الحصار، ولا سيما تلك التي تورطت فيها حكومات السعودية والإمارات والبحرين، ما وصفوه بالمواقف السلبية والغير مجدية التي تبديها دول الاتحاد الأوروبي والدول الغربية عامة إزاء الانتهاكات التي تطالهم، معيبين على حكومات تلك الدول التزام الصمت أحيانا كثيرة بدافع مصالح سياسية، أو الاكتفاء في أحسن الأحوال بإدانات رسمية، لا تردع دول الحصار لوقف انتهاكاتها. وطالب الضحايا في جلسة علنية بالبرلمان الأوروبي من حكومات دول الاتحاد والبرلمان الأوروبي اتخاذ مواقف أكثر قوة وتأثيراً لوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تطال المواطنين والمقيمين في قطر منذ بدء الحصار، إلى جانب الانتهاكات التي يتعرض لها العديد من المواطنين المعتقلين في السجون الإماراتية والسعودية والبحرينية. من جانبه، أكد أنطونيو بنزاري، رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي التزام نواب دول الاتحاد الأوروبي بالدفاع عن قضايا حقوق الإنسان في مختلف دول العالم، بما في ذلك ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان الناجمة عن الأزمة الخليجية، لافتاً إلى أن البرلمان الأوروبي لن يوفر جهدا لرفع الحصار المفروض على قطر. وشدّد بنزاري على أن البرلمان الأوروبي لن يسمح لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بمحو جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مهما حاول التسويق لنفسه في عواصم عالمية، لأن هناك حقيقة لابد من كشفها. كما شهدت جلسة الاستماع نقاشات ساخنة وشفافة، طالب خلالها عدد من نواب البرلمان الأوروبي بضرورة وقف تسليح السعودية بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان، لافتين إلى أن البرلمان الأوروبي صوت ثلاث مرات لقرار منع بيع الأسلحة، لكن ما تزال بعض الحكومات تعقد صفقات مع النظام السعودي. وشدّد النواب على ضرورة المضي قدما لوقف الانتهاكات السعودية والإماراتية في اليمن، وتلك الناجمة عن حصار قطر، لافتين إلى أن حقوق الإنسان مبدأ عالمي، لا بد من الدفاع عنها في كل مكان، محذرين من أن أوروبا ستتحمل تبعات الانتهاكات الناجمة عن حصار قطر إن لم تتحرك لوضع حد لها، وأن تداعيات حصار قطر لا يتم الحديث عنها بما يكفي داخل البرلمان الأوروبي. والتزم عدد من النواب بالمضي بعيدا في مواجهة الانتهاكات السعودية والإماراتية بعد إصدار قرار يصنف السعودية في خانة الدول المتهمة بدعم الإرهاب وتبييض الأموال. فيما ذكر آخرون بأن الاستخبارات السعودية كانت متورطة في هجمات 11 سبتمبر. وتساءل أحدهم قائلاً: تصوروا لو أن بلدا آخر لا يمتلك البترول تم ثبوت تورطه في هذه الأحداث، كيف كان سيتم التعامل معه، أنا أشعر بالأسى..!".

د. وفاء اليزيدي: قطعت آلاف الكيلومترات لأروي معاناتي رغم المرض

بالكاد نجحت الدكتور وفاء اليزيدي أن تتمالك دموعها وهي تحكي بتأثر كبير معاناتها لأول مرة أمام نواب البرلمان الأوروبي، قادمة من الولايات المتحدة، حيث تتابع علاجها. وتحدثت الدكتورة وفاء اليزيدي، قائلة: "لقد جئتكم لأروي لكم قصة معاناتي منذ بدء الحصار، بعد أن تمكنت من الحصول على إذن طبي بالسفر لمدة ثلاثة أيام، وقطعت آلاف الكيلومترات لأقدم لكم صورة عن معاناتي، والتي هي جزء من معاناة آلاف الضحايا من الأمهات اللائي يعانين مثلي". وأضافت: "أنا امرأة قطرية مطلقة، وأبنائي بحرينيون، وعاشوا معي في أوروبا حيث كنت أدرس وأعيش حياة هادئة، فقد سمحت لنا أوروبا بتربية أبنائي في ظروف إنسانية وحرية رأي وتعبير. لقد عشنا حياة طبيعية بلا حواجز ولا فروقات بسبب الجنسية، سواء كنا قطريين أو إماراتيين أو بحرينيين". وأردفت تقول: "حياتي انقلبت رأسا على عقب منذ الخامس من يونيو 2017، لما قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر، ومن يومها، تحولت حياتي إلى جحيم، ولم يعد أولادي بإمكانهم الحديث مع ذويهم في البحرين، وباتت كل قنوات التواصل ممنوعة، ولا أحد يتواصل معنا خشية العقاب الذي فرضته دول الحصار عبر قوانين تمنع التعاطف مع القطريين، ولو داخل الأسرة الواحدة". وتابعت اليزيدي: "الحصار شتّت العائلات، ولم نعد نستطيع السفر إلى الحج، وتعرضنا لمعاناة قاسية، حتى أننا حرمنا من حضور جنازة ذوينا وأقاربنا. وأولادي الذين عاشوا في أوروبا صدموا لأنهم تحت طائلة الحصار، ويمكن أن يعاقبوا إن عبروا عن تضامنهم مع والدتهم، لو أنهم فضلوا البقاء مع أمهم في قطر". واستطردت في سرد معاناتها، قائلة: "اليوم أذهب إلى المستشفى كل ثلاثة أيام للعلاج، ولا أستطيع رؤية أولادي لأنني مطالبة بفحوصات طبية كل أسبوع، وتعقدت حياتي بشدة. كما أن جوازات سفر أولادي تنتهي بنهاية العام الجاري، ولا أستطيع تجديد جوازاتهم..لقد كان أبنائي يريدون العيش مع أمهم. وأعرف قصة أخرى لأم قطرية لها ابن عمره 11 عاما ذهب لتجديد جوازه، ومن يومها لم يسمح له بالعودة إلى أمه منذ حوالي عام كامل!". وختمت المواطنة القطرية وهي تكفكف دموع عينيها: "أنا مريضة، وأعاني من تهديدات، ولا أستطيع التوقف عن التفكير في عائلتي، وأفكر باستمرار في وضعي. أوجه نداء لكل البرلمانيين الأوروبيين وخاصة النساء اللائي يفهمن وضعي ومعاناتي كمطلقة محرومة من أولادها قهرا، وتواجه في كل لحظة خطر فقدان أبنائها. أتوجه إليكم لدعمنا ونحن لسنا مسؤولين عن الخلافات السياسية، وحياتنا باتت جحيما، ونعيش تحت المراقبة نحن وأبناؤنا على الدوام".

الطالبة جواهر المير: لم أتوقع أن داخل البرلمان الأوروبي للحديث عن حقوقي المغتصبة

في أول ظهور علني لها لسرد معاناتها، تحدثت الطالبة القطرية جواهر محمد المير عن معاناتها بعد طردها من جامعة السوربون أبو ظبي رغم تفوقها الدراسي، بحجة قطع العلاقات السياسية مع قطر! تحدث الطالبة القطرية أمام نواب البرلمان الأوروبي، قائلة: "كنت دوما أتمنى أن أحقق حلمي بالوقوف في البرلمان الأوروبي للدفاع عن قضايا حقوق الإنسان، ولم أتصور يوماً أنني سأدخل البرلمان الأوروبي للحديث عن حقوقي التي تم اغتصابها!". وأضاف: "اليوم، قررت الوقوف هنا لأتحدث لأول مرة عن معاناتي، لأنني واثقة أنني سأجد من يصغي إلي، ولأنني أؤمن أن البرلمان الأوروبي يمكنه القيام بشيء لوقف معاناة آلاف الضحايا مثلي". واسترسلت جواهر محمد المير في سرد قصة معاناتها قائلة: "لقد اجتهدت وتعبت كثيرا لتحقيق حلمي بالدراسة في جامعة السوربون الراقية. حققت حلمي، وبدأت أتعلم اللغة الفرنسية في مدينة تور الفرنسية، لأحضر نفسي لدراسات عليا مستقبلا. ولاحقا، ارتأيت الانتقال إلى جامعة السوربون أبو ظبي، في بيئة تشبه مجتمعي. وخلال العام الماضي، وحينما انهيت كل امتحاناتي، ذهبت إلى قطر لقضاء الإجازة وتركت كل أغراضي في السكن بأبو ظبي، ولم أتوقع أنني لن أعود يوما" . وتابعت بكثير من التأثر: "كنت مع عائلتي وأنا أقرأ في شريط الأخبار بقناة الجزيرة عن خبر قطع العلاقات.. كنت مصدومة لما حدث، لأن الأمر يتعلق بدول شقيقة، ولم أكن أعرف ما أفعل ولا كيف يكون وضعي. وبعد وقت تجاوزت الصدمة، ولم أشأ إزعاج أساتذتي في الجامعة، لأن القانون يمنع عليهم التواصل معنا. وبعد فترة من الزمن، تواصلت مع إدارة الجامعة التي ردت علي برسالة الكترونية تخبرني أنه تم تحويلي إلى جامعة السوربون في باريس". وأضافت :"صحيح كان حلمي الدراسة في جامعة السوربون في باريس، لكن ليس في هذا الوقت، وخلال 20 يوما كان علي أن أنقل حياتي كلية إلى باريس، لكن الحمد لله تمكنت بدعم عائلتي من تجاوز المحنة، وقررت رفع التحدي، رغم ما كلفني ذلك من عناء نفسي ومادي". وختمت قائلة: "اليوم، لا أجد مبررا لما حدث! وأقول للمسؤولين في الإمارات العربية المتحدة: جميل أن تفتح الإمارات جامعة السوربون ومتحف اللوفر بأبو ظبي، لكن الأهم أن تجلب القيم الحضارية التي تحملها تلك المؤسسات الراقية، لأن السوربون ومتحف اللوفر معلمان ثقافيان، فلا ينبغي الاكتفاء بنقل اسميهما، بل الأهم أن تنقلوا ما تمثله من قيم!".

خطيبة خاشقجي: حقوق الإنسان ينبغي أن تكون أولوية تسبق مصالح الدول الأوروبية

وقفت خديجة جنكيز، لأول مرة في البرلمان الأوروبي، مرفوقة بوفد إعلامي تركي جاء لتغطية مداخلتها، وهي تروي قصة معاناتها منذ اغتيال خطيبها الراحل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي اغتيل في القتصلية السعودية في اسطنبول. واستهلت خديجة حديثها قائلة: "صعب علي الحديث بسهولة اليوم أمامكم عما أشعر به، ولذلك استسمحكم بقراءة ما كتبه لأنقل لكم معاناتي. إنني في هذه الأثناء أعيش تجربة مختلفة، ولدي مشاعر مختلطة. إنها المرة الثانية التي أقف فيها أمام برلمان. واليوم أقف أمام البرلمان الأوروبي بصفة الضحية، وأود أن أشكر البرلمان الأوروبي وكل من دعاني اليوم". وأضافت: "كنت ككل النساء أنتظر زواجي، وبدأت التحضيرات للارتباط بخطيبي جمال خاشقجي، لكن يوم 2 أكتوبر تحولت إلى شخصية تتجول مع رجل أمن لحمايتها، وتخشى الحديث مع أي كان،. لقد تحولت حياتي تماما، وبدأت أبحث كيف أطور نفسي، في مواجهة هذه المعاناة التي أحاول تجاوزها. لقد تغيرت حياتي 180 درجة، والقتلة المجرمون هم سبب كل هذه المعاناة التي أواجهها". وتوجهت جينكيز باللوم للحكومات الغربية على مواقفها قائلة: "اليوم للأسف، فإن الدول الأوروبية ورؤساء الدول لم يمنحون أي إجراء أو قاموا بأي رد فعل لصالحي، بل إنهم يتصرفون كما لو أن شيئا لم يحدث. هذه الدول الأوروبية تحاول استعمال معاناتي واستغلالها أمام أعين العالم. وأمام ما يقع اليوم، أتساءل أين منظمات حقوق الإنسان، وممثلي الهيئات القضائية، وما يفعل الدبلوماسيون؟ لما لا يتحركون؟ وكل من كان يحدثنا عن معايير أوروبية لحقوق الإنسان، كل هؤلاء لا يفعلون اليوم شيئا! ألم يتأسس الاتحاد الأوروبي لحماية حقوق الإنسان؟ لقد قتل خطيبي بطريقة وحشية، واليوم حينما أواجه هؤلاء المسؤولين لا يقولون شيئا !". وتابعت مخاطبة نواب البرلمان: "أيها السادة النواب: إن لم نقل شيئا ونتخذ موقفا، فإنهم لا يغتالون جمال خاشقجي فقط، بل الصحافة وحرية التعبير، ولا بد من معاقبة هؤلاء، ولا يمكن أن نكون خونة أمام حقوق الإنسان. لأن صمتكم اليوم هو خيانة لحقوق الإنسان، وسيجعلنا نعيش في غابة، إن لم ندافع عن قيمنا. وأنا أشكر السيد كالمار الذي يقوم بجهوده وتحقيقاته، لكنها لن تكون كافية، فلا بد أن يتحرك مجلس الأمن وكل الدول لتقدم جوابا جادا وشافيا، ولا بد للبرلمان الأوروبي اتخاذ إجراءات أكثر فعالية لحل القضية". وختمت تقول: "اليوم بعد 5 أشهر، لم يعاقب أحد، وما تزال الحقيقة مغيبة، بل سمعنا مسؤولين يدلون بتصريحات متضاربة. أنا أتسأل اليوم بصفتي خطيبة للمرحوم جمال خاشقجي، وأطلب أجوبة لما حدث، ولماذا هذه الجريمة، وأين هم المتورطون. لا بد من مسار قانوني واضح وشفاف، لا يكون تحت تأثير المصالح التجارية والسياسية الضيقة، لأجل حماية حياة الآلاف من الصحافيين الذين يدافعون اليوم عن حرية التعبير". وعن سؤال حول جدوى اتخاذ عقوبات ضد السعودية، قال خديجة جينكيز: "العقوبات يمكن أن تقدم حلولا وتحدث تغييرا، والقيام بخطوة أحسن من عدم القيام بأي شيء. وحقوق الإنسان ينبغي أن تكون أولوية تسبق المصالح السياسية للدول الأوروبية. كما أن دول الاتحاد الأوروبي ينبغي أن تنخرط بصفة أكثر جدية والتعبير عن موقف جماعي وقوي ضد انتهاكات حقوق الإنسان".

الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز: لا بدّ من تصنيف أبو ظبي بيئة غير آمنة للطلاب الأجانب

قدم ماثيو هيدجز، الأكاديمي البريطاني الذي كان معتقلا في السجون الإماراتية والمحكوم عليه بالمؤبد قبل العفو عنه، ملخصا لوقائع اعتقاله واستجوابه لمدة 6 أسابيع دون إدراك الأسباب، لافتاً إلى أنه أحيانا كان يتم استجوابه خلال 15 ساعة، ويظل واقفا لفترة طويلة. وسرد معاناته قائلاً: "كنت مهدداً بالتعذيب إن لم أقل لمن اعتقلني ما يريدون سماعه، وتجاوبت معهم وقلت لهم ما يريدون سماعه بأنني جاسوس وأعمل لصالح الاستخبارات البريطانية، وألزموني بتوقيع اعترافات بالعربية". وأضاف: "لقد بقيت في معتقل انفرادي، وعشت معاناة، وأسوءها تخذيري لتهدئتي. لقد حطموني فكريا، وناولني أعوان الأمن مواداً مخذرة ممنوعة طبياً، ما زلت أعاني من آثارها في جسدي. ووقفت ثلاث مرات أمام المحكمة، وجاء النطق بالحكم خلال خمس دقائق لتطوى الجلسة ويحكم علي بالسجن المؤبد، وأعدت إلى القاعة المعزولة بلا نوافذ، لولا تدهخل وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني الذي مكن لاحقاً من إطلاق سراحي والعفو عني". وختم قائلاً: "ما عانيته ليس حالة فريدة، وأطلب من الاتحاد الأوروبي أن يصنفوا الامارات بيئة غير آمنة للطلاب الجامعيين الأجانب، وإن كان لا بد من استمرار صداقتنا مع هذه الدول فلا بد أن يتخلوا عن قمعهم وممارستهم، وطريقة تعاملهم مع العالم".

علي الأسود: لم نشاهد دعم المجتمع الدولي في مواجهة انتهاكات البحرين

طالب علي الأسود المعتقل البحريني الذي حكم عليه بالسجن المؤبد غيابياُ من البرلمان الأوروبي والمجتمع الدولي ضرورة التحرك وتحمل مسؤولياتهم، للضغط على حكومة مملكة البحرين ومطالبتها بتحمل مسؤولياتها أمام الانتهاكات التي تطال نشطاء حقوق الإنسان. وقال علي الأسود في مداخلته أمام البرلمان الأوروبي: "للأسف، لم نر دعم المجتمع الدولي الذي طالبنا به كثيراً، وحلفاؤنا لم يتحملوا مسؤولياتهم ولم يضعوا البحرين أمام مسؤولياتها ، والتزموا الصمت امام انتهاكات حقوق البحرينيين. ونحنن بالفعل، قلقون من ردة فعل حلفائنا". وأضاف قائلاً: "نريد أن استقلالية القرار السيادي للبحرين، وتطورها وأن تكون شريكاً محترما على الساحة الدولية، لأنها حاليا تتجه نحو الديكتاتورية بدلا من الملكية الدستورية المزعومة". ونوّه إلى الاتهامات والملاحقات التي تطاله رفقة العديد من نشطاء حقوق الإنسان في البحرين، الذين تعرضوا – حسبه -للقمع والتسريح من وظائفهم، ومصادرة ممتلكاتهم، إلى جانب إصدار غيابية بالإعدام والسجن في حق نشطاء لأنهم دافعوا عن حربة التعبير والديمقراطية". وختم قائلاً: "كل الآمال بتقدم مملكة البحرين تراجعت، والمستقبل غير واضح، ونحن نؤمن أنه لا بديل عن الحوار لإخراج البحرين من الأزمة، بمشاركة كافة القيادات والمعتقلين السياسيين كخطوة للثقة، تؤكد أن الدولة لديها استعداد للتقدم وحل الأزمة".

أنطونيو بنزاري: بن سلمان لن يمكنه مسح الجريمة.. وسنعمل بجهد لرفع الحصار عن قطر

قال أنطونيو بنزاري، رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي إن نواب البرلمان ملتزمون بحماية حقوق الإنسان في العالم، بما في ذلك منطقة الخليج. وتعقيبا على شهادات الضحايا ومداخلات النواب، قال بنزاري إن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لا يمكنه مسح الجريمة مهما قام بجهود لبيع المنتوج السعودي وتسويق صورته خلال زيارات خارجية، فهناك حقيقة لابد من كشفها". وأضاف: "سنعمل بجهد لرفع الحصار عن قطر. ونحن نسعد بعقد هذه الجلسة في البرلمان الأوروبي والاستماع لشهادات ضحايا تعرضوا لانتهاك حقوقهم، وسنكون دوما في خدمة حقوق الإنسان والدفاع عن الأفراد الذين يناضلون في دولهم لحماية حقوق الإنسان. وأبواب البرلمان الأوروبي ستكون مفتوحة على الدوام لذلك". وأشار إلى أن "البرلمان الأوروبي ملتزم باليقظة للدفاع وحماية حقوق الإنسان في العالم بأسره، بما في ذلك منطقة الخليج، ولن نتردد في الحديث عن ذلك، وقد نشرنا بالفعل العديد من المواثيث والقرارات المعلنة والتصريحات في هذا السياق".

آليو ماري: جلسة الاستماع بمبادرة من الدكتور علي بن صميخ المري

قالت ميشيل آليو ماري، رئيس لجنة شؤون شبه الجزيرة العربية بالبرلمان الأوروبي في بداية الجلسة إن تنظيم جلسة استماع لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان الناجمة عن الأزمة الخليجية جاء بعد زيارة قامت بها اللجنة إلى دولة قطر، حيث التقت سعادة الدكتور علي بن صميخ المري، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان. وتابعت قائلة: "بعد زيارتنا للمنطقة، أكد الدكتور علي بن صميخ المري أمله في أن يتمكن الضحايا من الحديث في البرلمان الأوروبي حول تداعيات الانتهاكات الناجمة عن حصار قطر، ورحب بمشاركة مسؤولين من دول الحصار للتمكن من تحقيق تقدم في حل الأزمة، وقد رحبنا في البرلمان الأوروبي بالمبادرة لأننا نؤمن أن هذا دور الدبلوماسية البرلمانية". وأضافت:"نحن دوما نناقش قضايا حقوق الإنسان في المنطقة، لأنه عامل مهم، وجزء من مهامنا في البرلمان الأوروبي، خاصة ما يتعلق بحماية حقوق الإنسان. والبرلمان الأوروبي يهتم بمنطقة الخليج، لأننا ندرك أن أي شيء يحدث في المنطقة، يعود بالأثر على منطقتنا، والدفاع عن حقوق الإنسان في منطقة شبه الجزيرة جزء من مهامنا، ولذلك ناقشنا دوما الأزمة الخليجية والأزمة اليمنية أيضا". وخاطبت آليو ماري خديجة جينكيز، قائلة: "نحن ننتظر ونتابع باهتمام شديد ما سيقوله ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، وليس ما سنقوله نحن، ولا يمكن أن ننسى ما واجهه الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وقد كنت أول من طالب بقرار في البرلمان الأوروبي للتحقيق في جريمة الاغتيال التي تعرضت لها، لمعرفة الحقيقة كاملة".

رئيس البرلمان الأوروبي يستقبل خديجة جينكيز

على هامش مداخلتها أمام البرلمان الأوروبي، استقبل أنطونيو تاباني، رئيس البرلمان الأوروبي السيدة خديجة جينكيز، خطيبة الصحفي السعودي المغتال جمال خاشقجي. وأكد أنطونيو بانزيري رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان الأوروبي خلال لقاء صحفي التزام البرلمان الأوروبي بمتابعة التحقيقات إلى غاية الكشف عن ملابسات الجريمة البشعة. 

الصور