شخصيات إسبانية وسفراء ومثقفون في حفل تدشين معرض «الخط العربي حول حقوق الإنسان في الثقافة الإسلامية»
د. علي بن صميخ المري:الإسلاموفوبيا والكراهية ليست علاجاً للإرهاب.
قطر تتعرض لحصار جائرينتهك كافة مواثيق ومبادئ حقوق الإنسان- الإسلام حرص على احترام حقوق الإنسان وحثّ على السلام والعيش المشترك-التنوع الثقافي والحضاري مكسب للإنسانية،وإرثٍ لا يجوز أبداً تشويهه أو تدميره.
شهدت العاصمة الإسبانية مدريد؛ نهاية الأسبوع الماضي، تدشين النسخة التاسعة منمعرض «الخط العربي حول حقوق الإنسان في الثقافة الإسلامية»، بحضور سعادة الدكتور علي بن صميخ المري، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر، وسعادة السفير بيدرو مارتينيز أفيال، مدير “البيت العربي” في مدريد، والسيدة إيفا مارتينيت سانشيز، مدير عام شؤون المغرب وأفريقيا بوزارة الخارجية الإسبانية، وسعادة محمد بن جهام الكواري سفير قطر في مدريد؛إلى جانب شخصيات إسبانية بارزة،وممثلي منظمات المجتمع المدني، ونخبة من الدبلوماسيين، والمثقفين والإعلاميين والأكاديميين الإسبان والأجانب.
نافذة للتعريف بالإسلام ونشر الحوار والتسامح
وفتح المعرض أبوابه لمختلف أطياف المجتمع الإسباني، والجاليات العربية والمسلمة المقيمة في الدول الأوروبية؛ تجاوباً مع الإقبال اللافت الذي شهدته النسخ السابقة للمعرض؛ حيث تم تنظيمه مرتين في بروكسل، وجنيف؛ كما حطّ الرحال في العاصمة الفرنسية باريس، وبرلين، وتونس والكويت. إلى جانب تنظيم نسخ محلية داخل قطر في جامعة حمد بن خليفة، والحي الثقافي «كتارا».
وعلى مرّ السنوات الماضية، تحوّل معرض “الخط العربي حول حقوق الإنسان في الثقافة الإسلامية” إلى نافذة قوية للتعريف بالإسلام ونشر ثقافة السلم والتسامح، والحوار بين الأديان والحضارات الذي تنادي به دولة قطرمراراً في المحافل الدولية،لمواجهة ثقافة التحريض والعنف التي ساهمت في انتشار الأفكار والتنظيمات المتطرفة، إلى جانب خطاب الكراهية ومحاولات إلصاق تهمة الإرهاب بالدين الإسلامي.كما قدم المعرض صورة حقيقية للمجتمعات الغربية عن المكانة التي أولاها الدين الإسلامي لحقوق الإنسان.
تنديد بالهجمات الإرهابية في إسبانيا
وفي كلمته بالمناسبة، استهل سعادة الدكتور علي بن صميخ المري رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر مداخلته بتأكيد “استنكارننا الشديد لما شهدته مملكة إسبانيا من هجمات إرهابية آثمة لا يقرها أي دين سماوي، ولا يقبلها ضمير حي، ولا تقرها الأخلاق السماوية، وإنما هي أفعال شاذة تعادي الإنسانية، معلنا تضامنه في مواجهة تلك الأفكار المتطرفة المسمومة والهدامة”.
نافذة فنية للتعريف بالإسلام
ولفت إلى أن “المعرض يضم بين جنباته لوحات فنية إبداعية بأنواع الخط العربي تشمل آيات قرآنية وأحاديث نبوية لها علاقة مباشرة مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، وذلك في إطار الحرص على التعريف بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف عن طريق الفن، ودعم جهود الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن “اللجنة أقامت أقامت المعرض في عدة مدن وعواصم أوروبية منها جنيف، وباريس، وبروكسل، وبرلين، حيث عرضت تلك اللوحات الإبداعية هناك، وكان لها مردود وصدى طيب لدى جميع الحاضرين”.
تنظيم المعرض رسالة تحدٍ للحصار الجائر ضد قطر
واغتنم سعادة الدكتور علي بن صميخ المري الحضور اللافت لمسؤولين من الخارجية الإسبانية، وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد لدى مدريد؛ ونخبة من المثقفين وقادة الرأي في العالم، ليرافع أمام العالم عن الحصار الذي تتعرض له قطر منذ الخامس من يونيو/حزيران الماضي، قائلاً: “تقيم اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان هذا المعرض في وقت تتعرض فيه دولة قطر إلى حصار جائر ينتهك كافة مواثيق ومبادئ حقوق الإنسان”.
وتابع سعادته: “لقد تسبب الحصار غير الإنساني على دولة قطر في انتهاكات عدة لحقوق الإنسان، أبرزها تلك التي طالت الحق في لم شمل الأسر، حيث قُطِعَت أواصرها، وتشتت أُسر بما فيها النساء، والأطفال، والأشخاص من ذوي الإعاقة، وكبار السن ، وحُرِمت الأمهات والآباء من البقاء مع أبنائهم وأطفالهم “.
واستطرد قائلاً: “كما تسببت الإجراءات والقرارات التعسفية في حرمان المئات من الطلبة من استكمال دراستهم بما شكل انتهاكاً صارخاً للحق في التعليم ، كذلك تسبب الحصار، والحرمان من متابعة أو استعمال الأملاك الخاصة أو الانتفاع بها أو التَّصرف فيها، بما جسد انتهاكاً جسيماً للحق في الملكية الخاصة”.
ولفت إلى أن “الانتهاكات شملت أيضاً الحق في التنقل والإقامة ، والحق في الصحة، والحق في العمل، والحق في حرية الرأي والتعبير، و الحق في العبادة وممارسة الشعائر الدينية ، وقد تلقت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر منذ بدء الأزمة وحتى الآن ما يزيد عن 4000 شكوى بشأن تلك الانتهاكات وغيرها، علماً بأن أعداد الضحايا الفعليين لانتهاكات الحصار أكثر من ذلك بكثير”.
ونوّه إلى أن “اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تقيم هذا المعرض في وقت تتعرض فيه دولة قطر إلى حصار جائر ينتهك كافة مواثيق ومبادئ حقوق الإنسان”.
الإرهاب لا دين ولا جنسية له
وعن رسالة الأخلاقية التي يحملهاالمعرض، قال سعادته: “لقد حرص الدين الإسلامي على حقوق الإنسان، ودعا إلى احترام كرامته وحرياته، وجاءت رسالته السامية لترسخ مبادئ العدل والمساواة بين بني البشر أجمعين، و تنهى عن الظلم والاستبداد والعنصرية والاضطهاد، وتدعو إلى السلام والعيش المشترك بينمختلف الديانات والطوائف والأعراق والأجناس(..) كما احتضن الإسلام الفن الراقي والذوق الرفيع ، والتراث البديع والعمارة الفذة، وحافظ على الآثار والإرث البشري للحضارات السابقة في البلاد التي دخلها إلى يومنا هذا، إيماناً بأن التنوع الثقافي والحضاري مكسب للإنسانية، وإرثٍ لا يجوز أبداً تشويهه أو تدميره”.
وشدّد على أن “الإرهاب لا دين له و لا جنسية و إن تصرفات الجماعات المتطرفة الارهابية الذين يتخذون من الدين ستاراً ، لسلوكياتهم الشاذة والمريضة ولتحقيق أهدافهم الدنيئة، لهي أبعد ما تكون عن الإسلام ورسالته الوسطية الصحيحة فهؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم المتعصبة، أما الإسلام الصحيح فلا شك أن الدنيا كلها رأت وجهه المشرق الساطع والمضيء عبر مئات السنين”.
كما نوّه إلى أن “معالجة التطرف والإرهاب لا يتكون بإذكاء شعور الكراهية للإسلام “الإسلاموفوبيا”؛ وما يستتبعها من تنام لخطاب التعصب والكراهية ، وإنما يكون بمد جسور التعاون والحوار بين الاديان والثقافات والحضارات المختلفة ، والبحث عن الإرث والقيم الإنسانية المشتركة وإظهارها وإبرازها” .
إسبانيا..بوابة الحضارة الإسلامية
وأشاد الدكتور علي بن صميخ المري بالدور التاريخي لإسبانيا، قائلاً: “إسبانيا لعبت دوراً هاماً لتحقيق التعايش بين الحضارات والتواصل بين مختلف الثقافات والأفكار والمعتقدات وكانت هي البوابة التي عبرت من خلالها الحضارة الإسلامية في مجالات العلوم والآداب إلى كل أنحاء أوروبا، و لعل الآثار الإسلامية الباقية بإسبانيا حتى يومنا هذا لهي أكبر شاهد على ذلك”.
وختم قائلاً: “إن هذا المعرض هو رسالة للعالم، لا نقصد منه الحديث أو الدفاع عن الإسلام، بقدر ما نحرص فيه على إظهار القيم والقواسم الإنسانية المشتركة ، ولكم أنتم الحكم في النهاية”.
سعادة محمد بن جهام الكواري، سفير قطر لدى مدريد:
إسبانيا كانت دوماً فضاءً للتعايش والتفاهم بين مختلف الشعوب والثقافات والأديان
أثنى سعادة محمد بن جهام الكواري، سفير قطر لدى مدريد في كلمته بمناسبة افتتاح معرض “الخط العربي لحقوق الإنسان في الإسلام” على الزيارة الناجحة لسعادة الدكتور علي بن صميخ المري إلى مدريد، والنجاح اللافت الذي حققه المعرض في استقطاب شريحة واسعة من نخبة المجتمع الإسباني، ومختلف شرائحه الاجتماعية.
كما أشاد سعادة السفير في الوقت بحضور السيد بيدرو مارتينيز أفيال، مدير “البيت العربي” في مدريد” لتدشين المعرض الذي تستضيفه العاصمة الإسبانية في نسخته التاسعة، إلى جانب العمل الرائع الذي قدمه الفنان صباح العربيلي الذي تعذّر عليه حضور حفل افتتاح المعرض.
وقال سعادته: “إن العينة المعروضة علينا في هذا المعرض تصور ما كان في الماضي، وما يمكن أن يكون الحاضر، وما ينبغي أن يكون في المستقبل.كما أن كل صورة تتضمن آيات من القرآن الكريم والاقتباسات من أحاديث الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام”.
الكواري.. الدبلوماسي العاشق للفن
وبخطاب يحمل الدبلوماسي العاشق للفن؛ تابع سعادته في سرد جمالية اللوحات المعروضة، قائلاً: “إن اللوحات المعروضة أمامنا تتصل بطريقة ما بحقوق الإنسان، وتبين إبداعات الأربيلي أن هذه القيم العالمية لا تتوافق فقط مع الإسلام بل تسير جنبا إلى جنب.وبالإضافة إلى هذا الالتزام بالسلام، يضع الفنان مشاعره ومشاعر المشاهد في مركز التجربة الجمالية”.
واستطرد قائلاً: “هذا الإبداع الفني يقترب من الواقع مع دقة الجراح، ويميل الجسور الثقافية، ويعزز الحوار الضروري دائما.ويظهر أيضا أنه لا ينبغي للمرء أن يهمل الماضي، بل يستخدمه لصالح الحاضر، وبالطبع، المستقبل”.
وعن أهمية احتضان مدريد للمعرض، قال سعادته: “إن استضافة هذا المعرض في إسبانيا دافع حقيقي للسعادة، وتأكيد على أن الثقافة العربية لها وجود بارز جدا في هذا البلد منذ العصور القديمة.. لقد كانت اسبانيا دائما فضاءً للتعايش والتفاهم بين مختلف الشعوب والثقافات والأديان.وفي الوقت الحاضر، لا يزال هذا البلد يضطلع بدور هام جدا في هذا الصدد، ويرجع ذلك، لعوامل عدة، أبرزها العمل الرائع الذي قام به البيت العربي”.
ونوّه سعادة محمد جهام الكواري بجهود “اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر التي سافرت، حاملة رسالة السلام التي نقلها هذا المعرض إلى مقر مختلف المنظمات الدولية في مختلف البلدان،مثل مقر الأمم المتحدة في جنيف، ومعهد العالم العربي في باريس، إلى جانب محطات المعرض بدول الاتحاد الأوروبي، في بروكسل وبرلين”. وعلّق قائلاً: “إنه لأمر رائع، يثير في النفس شعوراً عارماً بالارتياح، بفضل ما نراه خلال هذه الأيام في مدريد”.
وعن الاهتمام الذي توليه قطر لحقوق الإنسان، قال سعادته: “من الضروري معالجة أي موضوع ذي صلة بحقوق الإنسان في أي فترة تاريخية. ونحن في دولة قطر نعطي دائما هذه القضية مكانا بارزا.ولأجل ذلك كله، اسمحوا لي أن أقول لكم: إنه لمن دواعي امتناني المطلق أن أكون سفيرا لبلادي في هذا البلد الرائع، وأشارك في افتتاح هذا المعرض في هذه اللحظة الحاسمة، لتعزيز العلاقات وتعزيز الحوار والتفاهم بين جميع حضارات العالم.. فشكرا جزيلا للجميع على اهتمامكم”.
السفير بيدرو مارتينيز أفيالمدير “البيت العربي” بمدريد:
قطر شهدت تحولاً مذهلاً في الدفاع عن حقوق الإنسان
أثنى سعادة السفير بيدرو مارتينيز أفيال، مدير “البيت العربي” في مدريد على المعرض قائلاً: “أتشرف بحضوري هذا المعرض الرائع، والرسالة الذي يتناولها. فكما تعرفون، الترويج للسلام والدفاع عن حقوق الإنسان هما من النقاط الأساسية في سياسة إسبانيا، وتواجدي في هذا المعرض يؤكد على ذلك”.
وأضاف: “تبرز هذه اللوحات أهمية حقوق الإنسان بالنسبة لدولة قطر. ونرى ذلك في تواجد رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بيننا، ومحاضرته التي ألقاها في البيت العربي”.
وتابع قائلاً: “قطر شهدت تحولاً مذهلاً في الدفاع عن حقوق الإنسان، حيث تشارك في العديد من منتديات حقوق الإنسان سواء في العالم العربي أو دولياً. وهذا ما جاء على لسانالدكتور علي بن صميخ المري”.
وختم قائلاً: “أود أن أتحدث عن نقطة مهمة؛ وهي أن الإسلام دين سلام،ودين للحوار بين كل الديانات، والقرآن وأحاديث الرسول تبرهن على أن في جوهر الإسلام توجد دعوة للحوار والتفاهم بين الديانات واحترام حقوق الإنسان، وأنا سعيد بأن هذه الرسالة هي محور هذا المعرض”.
نظمي يوسف، عضو الهيئة الإدارية بنادي الصحافة بمدريد:
الفن رسالة راقية وناجعة للتعريف بالإسلام
قال نظمي يوسف، عضو الهيئة الإدارية بنادي الصحافة بمدريد إن “المعرض من أهم الأفكار التي تشرح حقيقة الإسلام، برسالة فنية راقية. ومن المهم، أن نخاطب العالم الغربي برسالة الفن، للتعريف بالإسلام، الأمر الذي يعكس الحضور اللافت، رغم تزامنه مع أجازة الأسبوع، وفي ظل الظروف التي تعيشها إسبانيا”.
محمود صبح، أستاذ كرسي بجامعة كوملوتنسي:
المعرض استقطب نخبة المجتمع الإسباني
قال محمود صبح، أستاذ كرسي بجامعة كوملوتنسي، والفائز بجائزة قطر للترجمة إن “معرض هو دعاية جميلة للدين الإسلامي، يعكس كونه دين للسلام والتسامح فعليا. والحضور اليوم أغلبه من نخبة المثقفين والشعراء والكتاب والأدباء، إلى جانب الدبلوماسيين، ما يعكس اهتمام نخبة المجتمع الإسلامي بمعرض حقوق الإنسان في الإسلام.
ألكسندرا يانيتشكوفا، مواطنة من سلوفاكيا:
رائع أن تهتم قطر بالتعريف بحقوق الإنسان في الإسلام
قالت ألكسندرا يانيتشكوفا، مواطنة من سلوفاكياإنه “لأمر رائع أن تهتم اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر بتنظيم معرض يتحدث عن احترام الإسلام لحقوق الإنسان في الإسلام، لأن كثيرين في العالم، لا يؤمنون بذلك. كما أن إقناع العالم بذلك عبر معرض فني، رسالة راقية لتثقيف الشعوب. وأرجو أن يتواصل المعرض، ونتبعه بمعرض آخر للصور يظهر جهود المسلمين في الحفاظ على حقوق الإسلام”.
وأضافت: “من الجميل أن نوعي الشعوب بضرورة احترام الآخر، لنرسي ثقافة الاحترام بين الأمم. ونحن في بلدنا سلوفاكيا تربينا على احترام الشعوب الأخرى”.
فرنسيسكا بلانكا، فنانة إسبانية:
المعرض خطوة راقية لنشر ثقافة التسامح والسلم
قالت فرانسيسكا بلانكا، فنانة إسبانية: “استمتعت كثيرا باللوحات الفنية الموجودة في المعرض.أنا فنانة، وأدرك جيداً مدى قدرة الفن على توعية الشعوب، ومن هنا تكمن أهمية هذا المعرض في تعريف الشعوب بمكانة حقوق الإنسان في الإسلام”.
وتابعت: “المعرض خطوة راقية لنشر ثقافة التسامح. ومن خلال الحوار والتسامح ننشر ثقافة السلم في العالم. فكل التقدير للجنة حقوق الإسلام ولدولة قطر على هذا المعرض الرائع”.