مستخدم جديد؟

إفتتاح الدورة

بسم الله الرحمن الرحيم

دورة اعداد المدربين

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين

الأخوة والأخوات الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد

لكم يشرفني ويسعدني أن يجمعنا هذا العمل المشترك مع الأخوة في مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، وصولاً إلى مجتمع يدرك أن ثقافة الحقوق والواجبات هي أمر لا يقل أهمية من مأكله ومشربه ومسكنه، هذا المجتمع الذي نريد منه أن يدرك أن حقوق الإنسان هي معنى أصيلاً من معاني الحياة التي تحقق فيها العدالة الاجتماعية.

الأخوة والأخوات الحضور الكريم

لعله من المعروف أن هذه الدورة التي نحن بصددها اليوم والتي تجئ تحت عنوان (تدريب المدربين العالمين في مجال حقوق الإنسان)، تعد من أكثر الدورات التدريبية أهمية وأولوية لكونها تضع اللبنات الأساسية لمجموعة من الناس يناط بهم نشر ثقافة حقوق الإنسان التي باتت توازي العلوم الطبية والهندسية وغيرها من مجالات العلوم والمعرفة المهنية، وربما كانت عملية الإلمام مبادئ حقوق الإنسان هي الأجدر بأن تدرس وتلقن لتكون هي الحادي لكل إنسان في مهنته مراعياً لها في عمله وتعامله.

وبالطبع تأتي هذه الدورة في اطار الاتفاقية الموقعة بين اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ومركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان كأول عمل مشترك بين الجانبين لإنجاز برنامج تدريب المدربين، وتأتي هذه الاتفاقية بهدف تعزيز الوعي بقضايا حقوق الإنسان بدولة قطر، حيث تم الاتفاق على برنامج يتضمن ثلاثة محاور وهي: تدريب المدربين في مجال حقوق الإنسان بقطر، وترسيخ عملية الوعي من خلال التدريب المكثف للمجتمع، وتمكين المدربين الجدد ليكونوا فاعلين بشكل علمي ومتواصل. ولم يأت ترتيب هذه المحاور من فراغ، وإنما اٌحكمت لتكون مكملة في حلقات مكملة لبعضها البعض، فتخريج المدربين الجدد لن يتم مالم يكن هنالك مجتمعاً مؤمناً وواعياً بقضايا حقوق الإنسان، وهذا الإيمان وهذا الوعي لا يتأتيان مالم يكن هنالك مدربين مدربون على نشر ثقافة حقوق الإنسان وفق عملية مؤسسة ومدروسة الجوانب، ولذا كان من الأولى لنا أن نبدأ إنفاذ برامجنا للاطمئنان على أن هنالك مدربين واعين بحجم المسئولية الملقاة على عاتقهم ومدركين للأهداف التي ينبغي تحقيقها على مستوى الحركة الاجتماعية.

الأخوة والأخوات الحضور الكريم

اتمنى أن نخرج من هذه الدورة بأهم الخصائص التي يجب أن تتوفر في المدرب المتمكن، والتي من أهمها أن لا يعتمد على مقدار ما تعلم ، ولكن الأهم هو القدرة على إيصال ما يعلم إلى من لا يعلم بأقصر الطرق وأيسرها، والتدرج في كمية ونوعية المعلومات التي يرغب في إيصالها للمتلقين، والانتقال من السهل للصعب ومن المعلوم إلى المجهول، والتأكد من استيعاب الأفراد لفكرته قبل الاستمرار في تقديم فكرة جديد. والحرص على الإثارة، والتشويق والمفاجآت، ومخالفة توقعات المشاركين، وتجنب النمطية والروتين، هذه بالطبع بعض الخصائص الهامة التي يجب توفرها في المدرب الجيد حتى يضمن أن فكرته قد وصلت إلى المتلقي بشكل سليم، وأرجو أن نتوفق من خلال هذه الدورة من الاستفادة القصوى من كل ما يقدم حيث أن كل معلومة تعتبر أمانة يجب أن نسلمها لأصحابها ألا وهم المجتمع القطري الذي نرجو منه أن يكون صاحب الريادة في هذا المجال حيث أنه يمتلك الأرض الخصبة لقبول وتنمية العمل الإنساني على المستوى الاقليمي والدولي، لأن مبادئ الإنسانية هي راسخة بالفعل في نفسية المواطنين ولكنها تحتاج إلى التوظيف الصحيح من خلال نشر الوعي بقيمة ما يمتلكه المواطن القطري من حب لعمل الخير ومساندة الآخرين.

ختاماً إخوتي الكرام أرجو لكم كل التوفيق والسداد لما تصبون إليه وأنتم تحملون هم الإنسان وعزته وكرامته التي تتجلى في مراعاة عزة وكرامة الآخرين.

والله ولي التوفيق وهو المستعان.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته